الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المجنون

المجنون






“صالح لأداء مهمته، يتناول الأسبرين، وبعض أدوية الكوليسترول، وتساقط الشعر” بهذه الكلمات حاول طبيب البيت الأبيض رونى جاكسون، حسم جدل يتصاعد يوما بعد يوم، جدل صار مثل كرة الثلج التى تتدحرج من قمة جبل، تزداد حجما كلما اقتربت من النهاية.
الجدل حول القوى العقلية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فجره ستيف بانون، المستشار الاستراتجى السابق لترامب، الرجل الذى كان اليد اليمنى للرئيس يشكك علنا فى قواه العقلية وقدرته على الرئاسة.
الرجل لم يكتف بالتشكيك فى القوى العقلية، بل وضاف عليها بأن على ترامب أن يستقيل قبل أن تجبره إدارته على الاستقالة.
وتابع إنه لا يستبعد استخدام المادة 25 من الدستور الأمريكى لإقالة ترامب، وهى المادة التى تشرح تفصيلا بروتوكول إقالة الرئيس إذا ارتأى نائب الرئيس وأغلبية الوزراء أنه «لا يستطيع أداء مهام وظيفته».
بعدها تقدّم ثلاثون طبيبًا نفسيًّا أمريكيًّا يُعتبرون من أهم الخُبراء فى ميدانهم، بطلبٍ لفَحص القِوى العقلية للرئيس دونالد ترامب، وأكدوا  فى بيانٍ رَسمى بأنّه يُعانى من أمراضٍ، وأن شخصيته «غير سَويّة» لا تُؤهّله لقيادة البلاد.
ترامب بعدها أصر على خوض فحوصات إدراكية تحدد مستوى كفاءة عقله وما يؤديه من وظائف معرفية مختلفة.
اختبار القدرات العقلية الذى خضع له ترامب اسمه «موكا» وهو بالمناسبة اختبار ابتكره الدكتور زياد نصر الدين وهو كندى لبنانى الأصل وهو أيضاً مبتكر تشخيص دقيق للأعراض الأولية لمرض ألزاهايمر.
ترامب خاض  اختبار «MoCA» أو تقييم مونتريال الإدراكى الذى يستخدمه الأطباء لتشخيص حالات الخلل المعرفى الخفيف.
ويتكون الاختبار من 30 نقطة، ويستغرق إجراؤه 10 دقائق، ويطلب خلاله من المريض إتمام بعض المهام البسيطة المتعلقة بالذاكرة، وغيرها من المهام العقلية مثل رسم خط بين رقم وحرف فى ترتيب تصاعدى، وكذلك رسم ساعة ومكعب، وغير ذلك من المهام التى يقيس كل منها مهارة عقلية بعينها.
مر ترامب من الاختبار لكن هل هذا يعنى أنه ليس مجنونا؟
تصرفات الرئيس الأمريكى كلها تضعه فى خانة عنبر 5 خطرين، الرّجل  فصّل مُعظم مُساعديه بطريقةٍ كوميدية، ويهدّد بخَوض حرب نووية ضد كوريا الشمالية، ويتوعّد رئيس فنزويلا بغزو بلاده، وأيّد بشكلٍ فاضحٍ المسيرات اليمينيّة العُنصرية.
ترامب يكره غير البيض، ولا يخجل من إعلان ذلك، وعلنا  يؤيد الجماعات العنصرية من البيض، ما دفع بعض أنصاره لرفع شعار إنه حتى لو كان ترامب «أدنى رجل أبيض» فهو يظل أفضل من الأسود باراك أوباما.
وصف الدول الإفريقية بالقذرة، وأصدر الأزهر بيانًا قال فيه إن مثل هذه التصريحات المقيتة لا يجوز أن تصدر من رئيس دولة فهى تمثل تنكرا لما تفخر به الولايات المتحدة الأمريكية من أنها أمة من المهاجرين والأكثر تنوعا واندماجا.
وعد ببناء جدار مع المكسيك - طول الحدود بين البلدين هو 3140 كيلومتراً- بغض النظر عن إمكانية تحقيق ذلك.
قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو أيضا دليل آخر على جنون الرجل،  ترامب فعلا  بات خَطرًا  ليس على أمريكا فقط، وإنّما على العالم بأسره.