الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
25 يناير

25 يناير






سيظل يوم 25 يناير محفورا فى ذاكرة الأمة المصرية وجزءًا من ضميرها ووجدانها الوطنى شاهدا على كفاح المصريين وتماسكهم فى مكافحة الاستعمار.
فى مثل هذا اليوم سقط عشرات الشهداء من الشرطة المصرية فى معركة الفداء والوطنية لمنع قوات الاحتلال البريطانى من دخول قسم شرطة الإسماعيلية.
قبل 66 عاما ضربت الشرطة المصرية أروع الأمثلة وأكدت أنها جزء من الحركة الوطنية المصرية المناهضة للاستعمار والمطالبة بالاستقلال والجلاء.
حين رفضت القوة الموجودة فى قسم الشرطة تسليم المقر لقوات الاحتلال كان أفرادها يعلمون جيدا أنهم يخوضون مواجهة مسلحة لا قبل لهم بها، لكنهم قرروا أنهم لها.
لم يستسلم أباؤنا الشهداء فى هذه المعركة التى دخلت التاريخ من اوسع أبوابه، إنما استسلمت قوات المحتل حين وقف قائدهم يوجه التحية العسكرية لمن تبقى من مصابى الشرطة المصرية منبهرا ومندهشا من روح الفداء والوطنية التى أظهروها حتى لا يسقط العلم المصرى.
قبل 4 سنوات من تلك الواقعة التاريخية كان الجيش المصرى يضرب أروع الأمثلة أيضا فى حرب بدت أنها متكافئة لإنقاذ فلسطين من الاحتلال الصهيونى لكنها للأسف لم تكن متكافئة لخيانة الحكام والقادة العرب لجيوشهم وشعوبهم العربية.
بعد أشهر قليلة من واقعة الإسماعيلية خرجت طلائع الجيش المصرى مدججة بمشاعر وطنية جياشة تحمل فى داخلها آلام الخيانة وآنات شهداء فلسطين الضائعة.
ظلت الحركة الوطنية المصرية لعشرات السنين تكافح المحتل وتطالب بالاستقلال والجلاء ، وفى العام 1952 اكتملت أجنحة الثورة المصرية بانضمام الشرطة والجيش ومشاركتهما فى مواجهة الاحتلال سواء بما جرى فى الإسماعيلية أو ما قام به الجيش لتدريب الفدائيين فى مدن القنال.
ثورة يوليو قدمت الدليل على الصلة المباشرة بين الشعب وجيشه الوطنى، وأكدت صلة الشرطة - التى كانت متهمة بالدفاع عن السرايا والحكم – الفعلية بالحركة الوطنية والدفاع عن الوطن.
لذلك فإن 25 يناير عيد وطنى وهوجزء من تاريخ الوطن ولن تقبل الأمة الإساءة له أو اقصاءه من تاريخها وسيظل دوما جزءًا من مسيرة مكافحة الاحتلال والدعوة للاستقلال.
دوما هناك ملاحظات وهناك انتقادات، ودوما هناك الخبثاء الانتهازيون العملاء وهناك ايضا الشرفاء المخلصون الوطنيون ولا يمكن أبدا تعميم الحالة وإلصاق الصفات بغير من يحملها.
تحملت الشرطة المصرية أخطاء لم تكن أبدا مسئوليتها، وحين كتبنا فى التسعينيات أنه لا يجب الدفع بالشرطة بمفردها فى مواجهة الإرهاب، لم يكن القصد الدفاع عنها أو تبرير تصرفات تتم هنا أو هناك، إنما كان تحذيرا لعدم تحميلها ما لا طاقة لها به بمفردها.
حتى فى انتفاضة يناير 2011 تحمل جهاز الشرطة ما لا طاقة له به فالفارق كبير بين قيادات وبين الجهاز وكان جليا أن بعض اتجاهات انتفاضة يناير كانت تسعى بكل وعى للإساءة إلى المؤسسة كلها فى يوم عيد مصر بشهداء الشرطة فى معركة الاستقلال.
الشهداء الذين سقطوا فى معركة الإسماعيلية هم من الشرطة كانوا يمثلون الشعب والحركة الوطنية المصرية مدعومين برجال الشرطة فى كل القطر حتى فؤاد باشا سراج الدين وزير داخلية الوفد رفض استسلامهم وطالبهم بالصمود.
فى 25 يناير نحتفل بجزء من حكاية وطن ناهض الاستعمار وتمسك بالاستقلال حتى ناله.