الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خالد فوزى

خالد فوزى






للتاريخ دائما رجاله يختارهم قدرهم فيخضعون له ويواجهونه، يسطرون بأرواحهم تفاصيل تضاف لعمر الوطن، عن الغائب الحاضر اللواء خالد فوزى نتحدث، عن الجندى المجهول المعلوم نروى جزءا من حكاية وطن.
اللواء خالد فوزى الذى حمل أمانة المسئولية فى مرحلة حرجة مر بها الوطن، وقف مايسترو الأمن القومى وسط رجاله يديرون ملفاتهم المتشابكة، يديرون قضاياهم الشائكة، فى حب الوطن يجتمعون وعلى أمنة يسهرون، لا تغفل قلوبهم ولا عقولهم عن حماية الوطن المصرى.
الرجل كان على موعد مع قدره، أمانة المسئولية الجسيمة فرضت عليه الانسحاب الهادئ بعدما سلم الراية لجيل جديد من حراس الوطن وحملة الأمانة الرفيعة، الرجل لا يمكنه خداع نفسه بعدما تأثرت لياقته وصحته استجابة للإرادة الإلهية.
كان باديا على ملامحه الوهن وعلى جسده الضعف، فقد كثيرا من وزنه فى آخر مرة شاهدته فيها خارج البلاد حيث كان ضمن الوفد الرئاسى فى زيارة الرئيس إلى قبرص.
الانسحاب الهادئ لصاحب المقام الرفيع صحبه حالة كاشفة لانعدام المسئولية الإعلامية أصابت أقلاما وشاشات ومنصات إلكترونية ليست بالقليلة، لم تكن تستهدف الرجل شخصيا بقدر ما كانت تستهدف وطنا، لم تكن تستهدف الرجل بقدر ما كانت تسعى للنيل من جهاز عريق خاض مع الوطن أشرف وأنبل معاركه.
انسحاب الرجل استغلته وسائل إعلام ممولة وأبواق للجماعة الإرهابية لفرض حالة ضبابية لتضليل المواطن قبل الوطن، أبواق الباطل انطلقت بالتحليلات والتنبؤات لتنسج شبكة من الأكاذيب والأوهام ليس لها هدف إلا إرباك وإشغال الوطن عن معركته.
تجريح الرجل رجما بالغيب ليس هدفه سوى تجريح وطن وقيادة برسم صورة ظالمة لدولة لا تعرف مقدار رجالها، لدولة نكران الجميل والمعروف، ظنا أن حالة الإفك الممنهجة قد تفقد المواطن ثقته فى قيادته وفى وطنه وفى نفسه فينسحب بعيدا عن ميدان المعركة.
أبدًا أبدًا لا تنسى مصر قيادة وشعبا أبناءها، أبدًا أبدًا لا تنسى مصر أبطالها، فى سجل الشرف الوطنى حتما حجزت مصر لخالد فوزى مكانته المدموغة بصك الوطنية جنبا إلى جنب مع كل من حمل روحه فداءً لهذا الوطن.
حملات التشكيك التى انطلقت نحو الرجل كانت تفتح طريقا إلى قلب الوطن إيذانا بتنفيذ خطة مبيتة لإشغال مؤسسات الدولة بالدفاع عن نفسها وتبرير أوهام خبيثة تسعى لمحاصرة عقل ووجدان المواطن وزعزعة ثقته فى مؤسسات وطنه التى تدافع عنه فتفرض عليه حالة اغتراب وخوف مجهولة المصدر تقيده بقيود العجز عن التفكير والحركة الفاعلة.
بعد حملات التشكيك القسرية حتما سيهدأ الحديث عن اللواء خالد فوزى بعد أن ينضم لصفوف جنود الوطن المعلومين والمجهولين، لكن حملات استهداف الجهاز كإحدى الركائز المحورية للأمن القومى للدولة لن تتوقف أبدًا، أملا فى فتح ثغرات فى جدار الأمن القومى، بعد أن تكون حالة التشكيك الضبابية قد نجحت فى إجبار الجهاز العريق على أن ينكفئ على ذاته تاركا وطنه وقد فقد جزءا من عقله الحيوى.
لكن عموم الحالة كشفت عن مشروع تربص إعلامى متكامل بالدولة المصرية صنعته أطراف أصيلة فى الداخل والخارج وتورطت فيه أطراف فاقدة المهنية ومنقوصة الوطنية، ظنت أن مساحات الوطن الحصينة يمكن أن  تكون متاحة لجلسات النميمة أو رقما فى حساباتهم الشخصية، لكن المتورطين تناسوا أن ما ينطقون به لن يطويه سجل الزمن، ولن يسقط بالتقادم.