الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المال  والإعلام

المال والإعلام






المال والإعلام من أهم ركائز القوة فى بناء المجتمعات والدول، فالمال عصب الحياة وقوامها، وإحدى أهم ركائز القوة فيها، فإعداد الجيوش يحتاج إلى مال واقتصاد قوى، وتوفير الأمن للمجتمعات يحتاج إلى اقتصاد قوى، والتعليم الجيد يحتاج إلى اقتصاد قوى، وتوفير الخدمات الصحية المتميزة يحتاج إلى اقتصاد، وكذلك توفير المسكن الملائم، والبنية التحتية من مياه وكهرباء وطرق وخلافه.. ومن ثمة فإن القوة الاقتصادية فى عالم اليوم لا تقل أهمية عن القوة العسكرية، فكما أن الاقتصاد فى حاجة إلى قوة تحميه، فإن القوة العسكرية تتطلب اقتصادًا قويًا لبنائها واستمراريتها وتطويرها وتحديثها، لذا حث الإسلام على العمل والإنتاج وبذل الجهد، حيث يقول الحق سبحانه «فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».
 أما الإعلام فإلى جانب كونه صناعة فإن له دورًا لا يمكن إغفاله سواء فى بناء الدول ودعم وتحفيز اقتصادها، أم فى تعميق الانتماء الوطنى لدى أبنائها، أم فى اتخاذه وسيلة لهدم الدول أو إفشالها أو إضعافها وزلزلة كياناتها، فالإعلام الوطنى يبنى، والإعلام العميل يهدم، فإذا امتلكت الدولة اقتصادًا قويًا وإعلاميًا وطنيًا واعيًا، وحدت صفها، وحمت أمنها واستقرارها، وكانت شوكة قوية فى حلوق أعدائها.ومن ثمة تسعى كثير من الدول إما إلى إنشاء كيانات إعلامية قوية، أو شراء مساحات إعلامية واسعة، أو استقطاب إعلاميين وكتاب يدينون لها بالولاء ويتحركون فى الساحات التى تريدها، حتى خارج حدودها للدفاع عن مصالحها،وربما للنكاية فى أعدائها وخصومها.
ومع أننا لا نمارس غير السياسة النظيفة، ولا نستطيع أن نمارس غيرها، ولا يمكن أن نبتز للخروج على قيمنا الراقية، فلا نغدر، ولا نخون، ولا نطعن فى الظهور، ولا نمارس أساليب نخجل منها، ولا نتدخل فى شئون أحد، فإننا إنما نعول على إعلام وطنى يعى عظم المسئولية، وحجم المخاطر والتحديات، ونعول على كتاب ومثقفين وطنيين بحق، يؤثرون مصلحة الوطن على الدنيا وما فيها، مؤكدون ومتأكدون أن مصر بخير وستظل بخير بفضل الله (عز وجل)، ثم بفضل أبنائها المخلصين فى كل المجالات، ولا سيما فى مجالى المال والإعلام.
 ففى جانب المال يجب أن يظهر معدن هذا الشعب العظيم فى التراحم والتكافل ولا سيما فى أوقات الكروب والنوازل والشدائد.
 وفى مجال الإعلام يجب أن نعمل معًا على تعميق روح الولاء والانتماء ووحدة الصف الوطنى فى مواجهة التطرف والإرهاب من جهة، والمخاطر والتحديات من جهة أخرى، وثقتنا فى هذا الشعب العظيم : فى قياداته، ومفكريه، ومثقفيه، وإعلامييه، ورجال أعماله كبيرة وأملنا فيهم أكبر, وستظل مصر عظيمة بأبنائها كل أبنائها ولن تضام أبدًا بإذن الله تعالى.