الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
2014

2014






حين كتبت سلسلة مقالات «مخطط الإساءة للانتخابات الرئاسية» قبل الانتخابات بوقت كاف لم يكن الغرض الترويج «لمؤامرة» أوالتبرير «للدولة» وإنما كانت تحليلا لتصرفات ومواقف قام بها البعض من المعروف عنهم العداء لثورة يونيو واستنادا لرؤية واقعنا قبل 2014 وبعدها.
مسألة زيادة شعبية الرئيس أوتراجعها مسألة محسومة حتى من السيد الرئيس نفسه، ورغم ذلك لم يتمكن أى منافس للرئيس أو مناهض للدولة من تشكيل تهديد حقيقى فى الانتخابات الرئاسية.
ليس من الصعب بدا رصد أسباب التعادل بين تراجع شعبية السيد الرئيس وبين استمرار تأييد الغالبية له فى الانتخابات المقبلة رغم ما يحمله البعض من تحفظات على بعض السياسات.
خلال أربع سنوات انتقلت مصر خطوات مهمة للغاية من حالة «اللا دولة» إلى «دولة المؤسسات» وتمكنت من استعادة مقومات البنية الاساسية التى انهارت من كهرباء ومياه شرب وطرق.
فى الولاية الأولى للسيد الرئيس تمكن من استعادة الأمن المفقود فى البلاد وإقصاء ظواهر البلطجة وإعادة فرض القانون ومحاصرة الإرهابيين واجهاض أغلب مخططاتهم لتحويل مصر إلى ساحة حرب أهلية.
وعلى الصعيد الإقليمى والدولى تمكنت الدولة المصرية فى النجاة من توصيف «الدولة الفاشلة» التى حاول البعض اسقاطنا فيها  وانتقلنا من الدولة «المأزومة» إلى الدولة المؤثرة فى مجريات الاحداث عربيا وإفريقيا وعالميا وراجعت دول كبرى عدة مواقفها من ثورة يونيو وجماعات الإرهاب.
وشهدت مصر مشروعات كبرى فى قناة السويس وحولها وفى الزراعة والثروة السمكية وتنمية ثرواتنا الطبيعية من غاز وبترول ودخولنا المرحلة الأولى من التحول إلى مركز إقليمى للطاقة.
خلال أربعة أعوام نجحت الدولة المصرية فى علاج جانب مهم من خلل الموازنة العامة ورغم التحفظات على بعض الجوانب إلا أن سياسات الاصلاح المالى والنقدى حققت قدرا ملائما من التقدم يتيح استعادة المكانة المفقودة فى أسواق الاستثمار العالمية والمالية.
ولعبت سياسات الرعاية الاجتماعية دورا مهما فى تلبية جانب من احتياجات الفئات الأكثر احتياجا إلى جانب دور الدولة بتوفير السلع والاحتياجات الاساسية للأقل قدرة لمواجهة ارتفاعات الأسعار فى السوق وتصرفات تجار ومنتجين.
كان رهان أعداء ثورة يونيوعلى فشل الدولة فى إدارة شئونها والخروج من أزماتها والتراجع أمام الإرهاب على الحدود أو فى مواجهة عملياته فى الداخل، وعدم قدرتها على تجاوز الأوضاع الاقتصادية المنهارة والمؤلمة.
لذلك فإن عام 2014 يمثل نقطة تحول مهمة فى تاريخ الوطن سواء فى مواجهة تحديات الداخل أو مخططات الخارج والتى كانت ومازالت تمثل إطار أزمة شاملة بالغة التعقيد وتتقاطع مظاهرها وتتبدل فيها أولويات المواجهة بصورة مزعجة.
كل التصورات التى تعامل بها أعداء ثورة يونيو لم تجد سبيلها للتنفيذ على أرض الواقع، وباتت إمكانات البحث عن البدائل غير ممكنة بعد أن استطاعت الدولة رغم تحفظات على بعض السياسات الحفاظ على تماسك الكتلة الرئيسية التى ترى ضرورة الاستمرار فى استكمال ما تحقق وتصويب ما ظهر من سلبيات ومعالجة ما تداعى من مشاكل.
أعتقد أن أى منصف أو عاقل لا يستطيع الاختلاف فى رصد مساحة الفارق الكبير فى واقع حياتنا بين أعوام 2011/2014 وبين ما تحقق فى أعوام 2014/2018.