الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأب الرئيس

الأب الرئيس






 بلهجة الواثق، قال  نجل المقدم فتحى عمر، وهو يرتدى زى الشرطة، وبعد أن أدى التحية العسكرية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى العيد الــ 66 للشرطة: «أعدكم أنى سأكبر وأكمل مشوار والدى وأثأر له، وأدافع عن وطنى مثله.. شكرا.. تحيا مصر».
 عمر الذى لم تتجاوز سنوات عمره أصابع اليدين: قال أيضا: «بالرغم من حزنى لعدم رؤية والدى مجددا، وأننى أفتقد والدى جدا، لكنى فخور بوالدي؛ لأنه هو الذى طلب أن يذهب إلى سيناء لمحاربة الإرهاب ويدافع عن وطنه».
مشهد عٌمر خلال احتفالية أعياد الشرطة، كان واحدًا من بين 4 مشاهد أخرى بارزة، عبر أصحابها عما أحدثه الإرهاب الأسود بهم، وحرمانهم من الأب..
مشاهد أبناء الشهداء خلال الاحتفالية عكست وبصدق، استشعارهم لمعنى الوطن.. ومعنى «الرئيس الأب»، فتنوعت مشاعرهم بين من يركض نحو الرئيس ويحتضنه، وبين من يبكى بين يديه.
نجل العقيد محمد وحيد مصيلحى، الذى استشهد فى معركة الواحات فاجأ، الجميع  بترك يد والدته أثناء صعودها المنصة للتكريم، راكضًا نحو الرئيس الذى سرعان ما ترك العنان لمشاعره فحمله متسائلًا عن اسمه، ليرد الصغير «أحمد» قبل أن يمنحه وسام التكريم لوالده.
بنفس المشاعر، فتحت ابنة الشهيد المقدم أحمد عبدالفتاح جمعة، ذراعيها بطريقة عفوية، واستجاب لها الرئيس فأحاطت بيديها الصغيرتين حول عنقه كمن يبحث عن والده
أما ابنة الشهيد المقدم محمد عبدالفتاح سليمان، التى أجهشت بالبكاء فور صعودها المنصة، فسارع الرئيس باحتضانها فى مشهد أبوي، متأثرًا بدموعها، وهو يتحدث إليها فى مشهد بدا وأنه يطلب منها أن تتحلى بالقوة والشجاعة مثل والدها، وهو ما هدأ من روع الفتاة.
وقبل تكريم أسر الشهداء، ظهر أحد الأبناء على المنصة وهو يرفع علم مصر عاليًا وسط تصفيق دوى القاعة، ليهديه للرئيس الذى بادر بدوره بتقبيله، معيدًا العلم له، وطالبًا منه أن يبقيه عاليًا أمام الحضور.
المشاهد الخمسة هى رسالة قوية لنا جميعا.. ورسالة أقوى للإرهابيين.. لن ننهزم.. لو سقط منا واحد ألف غيره مستعدون لحمل السلاح.
الإرهاب لن يوقفنا.. لن ينال من عزيمتنا.. طاقة إيجابية لاحدود لها بثها الأطفال الصغار فينا.
الجيش والشرطة يقدمان وبشكل يكاد يوميا شهداء لنعيش نحن فى أمان.. لكن السؤال.. وماذا بعد تلك المشاهد؟
كيف نستطيع أن نجعل من تلك المشاهد رمزا.. كيف يمكن أن تجوب تلك الصور لأطفال فقدوا اباءهم فى أشرف معركة على وجه الأرض العالم كله وتصبح رمزا لمرحلة مهمة من مراحل إعادة بناء الوطن؟
السؤال ليس له إجابة جاهزة عندى.. ولكن هى رسالة مفتوحة لنا جميعا.. الدولة الرسمية.. والإعلام رسمى وخاص.. ومنظمات المجتمع المدنى.. لنبحث جميعا عن أسلوب وطريقة يظل بها هذا الشعور الذى أهداه لنا الصغار.. قائما؟
لنبحث عن طريقة تجعل من صورهم.. ومشاعرهم.. وصدقهم نموذجا فى العالم كله ..
لنبحث جميعا عن الأسباب التى جعلت من هذه الأسر التى فقدت عائلها.. تغرس تلك القيم النبيلة فى الأبناء.. فباتوا يحلمون باستكمال المسيرة.. والتصدى للإرهاب.. بدلا من الفزع والخوف والهروب كما يحدث فى دول أخرى.
رسالة الصغار لنا وللعالم .. لن ينهزم شعب.. تربى الأم فيه ابناءها على حب الوطن.. تربيه على التضحية.. وتعلمه من الصغر معنى الدفاع عن الشرف والوطن.