
حازم منير
التحدى
مضى أسبوع صعب وذهب بغير رجعة بكل أخباره ووقائعه وأحداثه وتطوراته المتلاحقة السريعة التى تشابه الامواج القوية بدواماتها المزعجة لتضعنا نهاية الاسبوع امام تحديات واضحة.
الآن لدينا مرشحان للانتخابات الرئاسية يبدو الفارق فى الشعبية بينهما شاسعا والتناسب فى العمق الشعبى مُختل لصالح طرف على حساب الآخر، وكفة الانجازات واضحة لا جدال فيها.
لكن فى نفس الوقت فمسألة التعددية فى الترشيحات بالغة الاهمية ولا يجوز الاستهانة بالمشهد أو التقليل من شأنه أو إنكار قيمته وما سيترتب عليه من تداعيات.
أن يستمع الناخب الى صوتين، أن يتابع رؤيتين، أن يفكر فى رأيين، أن يتحدث عن شخصين، أن يتحاور عن الفارق، كل هذا افضل من الانتخابات الفردية.
التعددية وثنائية الرأى ممارسة وواقع اكثر منها شعارات وعناوين لنظم حكم، وهى فى الدساتير نصوص جامدة لكنها فى الواقع حياة وحيوية وغيابها جمود وموت.
من حق البعض أن يتساءل عن قيمة الثنائية غير المتكافئة لكنه فى الحقيقة وهو يتساءل يٌفقد الفكرة مضمونها لصالح نتائج المنافسة، والمسألة ليست فى هذا الشأن.
المؤكد أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى المرشح لولاية رئاسية جديدة هو الأكثر قدرة على حسم المنافسة مع أى مرشح وهى حقيقة لا يختلف عليها اثنان الا من يرغب فى المجادلة فقط.
المسألة إذن ان حديث التكافؤ فى المنافسة غير مطروحة، وأنما الاساس هو وجود أكثر من مرشح يطرحون على الناس رؤى وأفكارًا ومقترحات تجعل الناس يفكرون ويستمعون.
صحيح ان وجود تنافس قوى يعمق ويزيد من قيمة معانى الثنائية والتعددية ويربط بينهما و بين تماسك الكتل الانتخابية، لكن هل كل الانتخابات فى الامم المتقدمة مثل امريكا أو بريطانيا تشهد دائما منافسات ثنائية قوية وحادة ومتكافئة؟ أعتقد ان الاجابة سهلة ومتوافرة جدا.
اذن نحن امام تحدٍ متعدد المستويات والملامح والاشكال لإثبات القدرة على الوجود والتأثير الشعبى، وهو تحدٍ لم يفرض نفسه الا بوجود تعددية فى الترشح للانتخابات الرئاسية.
التحدى الاول، فى اداء المرشحين للمنصب الرئاسى وقدرتهما على تنفيذ حملات انتخابية قادرة على اجتذاب الناخبين وطرح أفكار توفر اجابات على اسئلة عديدة تُشجع الناخب على المشاركة.
التحدى الثانى ،امام الأحزاب السياسية التى اعلنت تأييدها لترشيح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية رئاسية ثانية، وهو تحدٍ سيكشف حجم الأحزاب وانصارها وتأثيرها على الناخبين ونفوذها بينهم وقدرتها على الحشد لمراكز الاقتراع يوم التصويت.
التحدى الثالث ،امام نواب البرلمان وهناك اكثر من 500 نائب قاموا بتزكية مرشح وهم مسئولون عن حشد أنصارهم فى دوائرهم التى تمثل المساحة الأكبر للتكتلات الانتخابية فى ربوع مصر.
التحدى الرابع، خاص بالمرأة المصرية والتى وفرت الحماية الاجتماعية لسياسات الاصلاح النقدى و نالت اعترافا رئاسيا غير مسبوق بدورها الوطنى، وهن يُشكلن نحو نصف إعداد الناخبين.
التحدى ليس للترويج والدعاية وإنما هو تحدٍ فى مواجهة مخاطر مازالت تحيط بنا من كل جانب، وهو تحدٍ بمثابة سدود فى مواجهة الارهاب وإسقاط لحملات دعائية كاذبة يروجها اعداء الدولة المصرية.