الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شأن داخلى يا كابتن

شأن داخلى يا كابتن






هل يجرؤ أى رئيس فى العالم أن يخاطب شعبه رافضا الإدلاء بمعلومات عن الميزانية العامة أو أوجه الصرف أو حجم القروض وأين تم إنفاقها وكيف سيتم ردها واعتبار كل ذلك «شأن داخلى» للحكومة أمام الشعب.
تبادر هذا السؤال إلى ذهنى وأنا أطالع تصريح كابتن مصر وأحد نجومها المتلألئة الكابتن زيزو ردا على سؤال للزميلة «الوطن» عن قيمة صفقة شراء لاعب إنبى صلاح محسن ورفضه التصريح برقم الشراء معتبرا أن ذلك «شأن داخلى».
كانت الحوارات الإعلامية عن صفقة شراء اللاعب المُتنافس عليه بين الأهلى والزمالك قد وصلت إلى 42 مليون جنيه حسب ما تم إعلانه إعلاميا حتى تمكن الأهلى من اختطاف اللاعب والتعاقد معه.
المعلومات المتواترة تقول: إن قيمة الصفقة انخفضت عن هذا الرقم المُذهل لكن لا توجد معلومات محددة عن السعر الحقيقى الذى لن نعرفه لأنه «شأن داخلى».
موقف مذهل فعلا أن تعتبر إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات «شأن داخلى» هذه الفلوس تخرج من ميزانية النادى الأهلى والتى هى مال عام لا يتم التصرف فيه على الهوى.
القواعد العامة تعتبر أن الإعلان وإعلام الناس بالحقائق والمعلومات جزء من الشفافية التى يحتمها الدستور والقانون، وأنك لا تملك الحق فى عقد صفقات دون الإعلان عنها للرأى العام.
من حقنا أن نعلم قيمة الصفقة حتى نحكم عليها، وحُكم الرأى العام وأعضاء الجمعيات العمومية هو الحاسم، فصفقات شراء اللاعبين لا تتوقف عند الفلوس فقط وإنما تمتد تداعياتها وآثارها إلى العديد والعديد من الجوانب وأعتقد أن الصورة واضحة.
أسئلة عديدة تلتصق بذهنك وأنت تطالع مثل هذه الأرقام فى ظروفنا الاقتصادية ومستوانا الرياضى وتدفعك للتساؤل عن مبررات هذه الأرقام وكيف تم تحديدها وعلى أى أساس يتم التسعير.
الحقيقة شىء مذهل لاعب لم ينضم للمنتخب بعد، لم يصنع تاريخا حتى الآن، سجل بضعة أهداف وتألق فى بعض المباريات مازال أمامه المستقبل طويلا حتى يتم تقييمه بهذا الرقم المذهل.
لا صلة بين هذه الكلمات وبين كل التقدير للاعب المجتهد الذى فرض نفسه وأرغم العملاقين على المزايدة عليه، لكن الأمر يتطلب الكثير من الأسئلة حتى لا يجن جنون الناس.
هل لدينا تقييمات محددة يتم على أساسها تصنيف اللاعبين لمستويات وشرائح تتحدد على أساسها قيمة البيع، هل لدينا لائحة للبيع والشراء عن المواصفات والمعايير ليصبح التسعير موضوعيًا وليس مجالا للمزايدة والمضاربة.
أين رابطة الأندية، وأين رابطة اللاعبين المحترفين، وإلى حين ذلك أين اتحاد الكرة من تلك الممارسات المستفزة والأرقام المذهلة التى تصطدم شعبا فقيرا، وتدفع الآباء للبحث عن مستقبل أبنائهم على البساط الأخضر وليس فى معاهد العلم ومعامل العلوم.
الأمر لا يخص النادى الأهلى ولا الرياضيين وإنما المجتمع بكل عناصره وفئاته من دون استثناء فالرياضة أصبحت من أهم عناصر التأثير فى المجتمع.
ونحن نحاول علاج  ظاهرة الأرقام الفلكية فى الفن وما تسببت فيه من مشكلات مجتمعية يقوم البعض بنقل الفيروس إلى الرياضة.