
حازم منير
مقاطعة الانتخابات
من أكثر الدعوات إثارة للسخرية ومدعاة للتندر دعوة مقاطعة الانتخابات ومطالبة الناخبين بتجاهلها والامتناع عن التوجه إلى صناديق الاقتراع وهؤلاء لم يتغيروا ولم تتغير دعوتهم منذ عشرات السنين.
أصحاب هذه الدعوة لا يعلمون أنهم أول من سيضار منها ويكتوى بنارها لأن دعوة السلبية ستنسحب على علاقة الناس بهم مباشرة أيضا وكما سيمتنعون عن الانتخابات سيمتنعون عنهم.
دائما المقاطعة دعوة الضعيف وحجة البليد فهويلجأ لها لعجزه عن التأثير فى الناس وفشله فى قيادتهم أو إقناعهم بأفكاره ومواقفه وقدرته على اجتذابهم لصفوفه.
والجماعات السياسية إذا كانت قوية فهى تستطيع جذب الناس لصفوفها ويلتف الناس حولها مؤيدين وفى هذه الحالة تستطيع هذه الجماعات أن تحصل على الأغلبية من دون مقاطعة ولا يحزنون.
وربما يقول البعض كما يردد هؤلاء إن البيئة الانتخابية ليست مؤهلة لانتخابات جادة يتم من خلالها التعبير عن إرادة الناخبين ولا التوقيتات تتيح التحرك المناسب بين الناخبين.
المفارقة فى هذا المنطق أن البيئة الانتخابية قائمة منذ أربع سنوات وقت إصدار الدستور ولم يدخل عليها تعديل فلماذا لم تستعدوا من وقتها بحديث ملائم ومطالب للتطوير وتحركات شعبية مطالبة بالتغيير وهل اكتشفتم الآن فقط أن البيئة غير ملائمة.
والسؤال أليس الأفضل والأجدر أن تتمسك برؤية إيجابية وتقرر المشاركة وتدعو الناس للالتفاف حولك وحول الأفكار والبرامج والرؤى التى ترى أنها ملائمة ومناسبة لمصلحة الناخبين.
أليس الأجدر والأفضل أن تمارس عملا سياسيا إيجابيا تستطيع من خلاله تقوية علاقاتك بالناخبين وتزيد من نفوذك الشعبى وتقدم للناس نموذجا يحتذى به حتى تحصل على تأييدهم فى المستقبل.
البعض يعتقد أن حديث السياسة ونشاط الأحزاب ينحصر فى عقد المؤتمرات الشعبية وتنظيم المظاهرات الاحتجاجية رغم أن الحياة الحزبية أرحب من ذلك بكثير.
الشاهد أن هذه المجموعات اكتفت بتنظيم مجموعة من الأنشطة الاحتجاجية فى مناسبات محددة كانت تنحصر فى فعل محدود الانتشار ومأزوم الجماهيرية سرعان ما ينفض لذلك عجزت كل هذه القوى عن المشاركة فى الانتخابات.
خبراء علم الانتخابات يقولون:إن الموسم الانتخابى هو المناسبة الوحيدة التى يمارس فيها المواطن حقه ويختار بملء إرادته ويقرر من يحكمه وينتظر بعد ذلك مدة الدورة الانتخابية يعانى من سوء اختياره أو يكتشف الجديد فيقرر إما التغيير فيصلح ما أخطأ فيه أوالإبقاء.
أصحاب دعوة المقاطعة يحرمون الناخب من فرصته الوحيدة ويحرمون الوطن من المشاركة الشعبية فى الاختيار ويحرمون أنفسهم وإن كان ذلك ليس مهما فهم منعزلون أصلا.
هذا زمن البرلمان مش الميدان.