الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مسخ سياسى»

«مسخ سياسى»






7 سنوات ، و104أ حزاب ، وعشرات التجارب بمسميات مختلفة مثل «التيار الشعبى» «البديل» «الطريق الثالث « ولاتأثير حقيقى فى الشارع المصرى.. أزمة النخبة السياسية المصرية تحتاج لسنوات من البحث، ودراسات متأنية من بيوت التفكير، فماذا قدمت النخبة السياسية طوال 7 سنوات غير «الكلام».
فشل النخبة فى التأثير على الشارع السياسى، وفشلها فى التواجد على الساحة، بالتأكيد ليس فى مصلحة الدولة المصرية، والتجربة الديمقراطية.
فشل النخبة يحتاج أولًا إلى اعتراف منها – النخبة- نفسها بأن هناك خللا فى طريقة عملها، وتركيبتها .. فقبل 2011 علقت فشلها على الحزب الوطنى، وبعد 2011 أصبحت الأرض ممهدة تمامًا لظهور نخبة سياسية تتفاعل مع الشارع المستعد لتقبل التغيير، فماذا فعلت تلك النخبة؟!
للأسف الشديد سلمت مقاليد الأمور ببساطة ويسر لجماعة الإخوان، ووجدت فيها ضالتها لتسير خلفها وتساندها، ثم تصنع منها شماعة جديدة لتعليق فشلها.. اللافت أن تلك النخبة لم تعترف أبدا بضعفها وهشاشتها ،  بل اتهمت فى بعض الأحيان  الشعب بالجهل والتغييب.
المسألة خطيرة فعلًا، نحن إزاء أزمة حقيقية نخبة غير موجودة ، وبلا تأثير فعلى ، وبينها وبين المجتمع مسافات طويلة ، وكل منهما يسير فى اتجاه، نخبة ومجتمع بات مثل طرفى المقص، مشدود إلى بعضه لكن كل منهما يسيرفى اتجاه.
نخبة لاتستطيع  أن تدير المعركة – أى معركة -  بطريقة جيدة، ليس لديها ،أولويات ولا ثوابت واضحة للعمل ، تكتفى أن تكون رد فعل.
7 سنوات هل كانت غير كافية لتعمل تلك النخبة ويظهر منها  قيادات لديها تكوين معرفي، قادرة على الفاعلية والنشاط فى الحياة العامة والتأثير فى المجتمع، قيادات لديها المعرفة والوعى والخبرة السياسية، إذن كم تحتاج هذه النخبة من سنوات ؟   النخبة المصرية لضعفها وتهافتها وعدم حضورها فى الشارع، تلجأ دائما إلى المعارضة المتشنجة لكل القرارات أو التوجهات الرسمية دون إبداء البديل الذى يمكن اعتماده على أرض الواقع.
التشنج الذى يغمر النخبة المصرية، الساكنة فى قصور عاجية، والمنقطعة عن التطورات المتسارعة من حولها، جعل منها مسخا سياسىا ، فلاهى معارضة حقيقية ،ولا هى قادرة على تقديم بديل يحظى بقبول شعبى حتى لوكان قبولًا محدودًا.. «النخبة السياسية بكل أطيافها أثبتت فشلها وأنها غير قادرة على الحوار والتواصل وبناء أى قدر من التوافق».
على تلك النخبة أن تعترف أن «الانطباع الذى أخذه الرأى العام عنها سواء أحزاب وحركات سياسية وشبابية ومثقفين أنها لا تجيد غير الصراع والانقسام وصناعة الكلام».
عليها أن تعترف بأنها تفتقر لوجود شبكات تنظيمية على الأرض ، وأنها تعيش مجموعة من الأوهام وأنها كانت ومازالت  بعيدة عن الجماهير.