الرهان على الشباب «2»
عندما وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى يطلب تفويضا لمحاربة الإرهاب تعلقت قلوب الشعب بنصر جديد يضيفه المقاتل المصرى إلى سلسلة انتصاراته التى بدأ العالم يراها بداية منذ 25 يناير2011، تلك المحنة التى حولتها عزيمة المصريين إلى منحة بعد التوفيق الربانى فى 30 يونيو و3 يوليو، بوضع محبة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قلوب العباد وخروج أكثر من ثلاثين مليون مواطن إلى شوارع القاهرة والمحافظات انتصارا للوطن ممثلا فى الرئيس السيسى وقواتنا المسلحة المصرية.
لم يكذب الرئيس ولم يدلس على الشعب بل كان واضحا وصريحا، عندما أكد أن بناء الدول يحتاج إلى تضافر الجهود والمزيد من الصبر.
المشكلة الاقتصادية يشعر بها الغنى قبل الفقير، القضية ليست فى الظروف المحيطة فقط، ولكن فى المتربصين بالوطن والمتاجرين بأحلام البسطاء وضعاف النفوس ومن يسيل لعابهم أمام كيس سكر وكيلو أرز وزجاجة زيت، امتلأت الكروش وتناسى الجميع أن الديانات السماوية تدعو إلى الترشيد.
المؤامرات على الوطن وصلت إلى أن الشعب المصرى لا تهزمه إلا شهواته، وأن جيل العاشر من رمضان السادس من أكتوبر لن يهزم، فأخذت القيادة الصهيونية عهدا بعدم محاربة المقاتل المصرى لأنه لا يقبل الهزيمة، ولأنهم يعلمون أنهم ( خير أجناد الله فى الأرض )
راهن السيسى على الاهتمام بشباب مصر وقدم لهم كل الدعم واستمع إليهم من خلال لقاءاته المتعددة ومؤتمراته الموسعة نهاية بصفحة جديدة للتواصل أسماها، (اسأل الرئيس).
وفى المقابل كانت مهمة المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة تطوير ملاعب مراكز الشباب ليخدم فئة لاعبى كرة القدم فقط وهى ليست بالقليلة، لكنه فى ذات الوقت ترك ملايين الأطفال والشباب عرضة للتيارات الفكرية المغلوطة دون رد فعل يتناسب مع حجم الهجمات الإرهابية المتتالية والاستقطاب الواضح لعدد كبير من الشباب، أغلقت مكتبات مراكز الشباب التى تتعدى أربعة آلاف مركز فلم يجدوا متنفسا إلا زوايا الإرهاب، وكذلك فقد المشرف الفنى دوره وضاع معه الرقى الحضارى من تعليم الفنون بأنواعها، وأمور أخرى تتسبب فى المطالبة بإعادة النظر فى فصل وزارة الشباب عن الرياضة، لعودة التخصص.
والسؤال هل نريد مجتمعا شابا؟ أم مجتمعا شابت سنه وفكره، ثم نتساءل أين الشباب ولماذا لا نجد له دورا واضحا للمساهمة فى إصلاح المجتمع.
يا سادة.. الشباب هم الفئة الأكثر والأسرع قابلية للتطور والتغيير وبناء نهضة فى زمن قصير، خاصة إذا وجدت الرعاية المتكاملة من رمز الدولة ورئيسها، فعندما يشعرون بأهميتهم سيساعدون فى بناء المستقبل وازدهار الوطن وتقدّمه.
إن الموارد الطبيعية والإمكانيات المادية لن تحقق الاستفادة المنشودة دون توفر الموارد البشرية وأكبر دليل على ذلك جيل أكتوبر الذى خاض الحرب بأسلحة دفاعية واستطاع هزيمة الجيش الذى كان يدعى أنه لن يقهر.
أتمنى أن أرى الشباب أكثر نضجاً وتعليماً، ولا أعنى الذكور فقط، بل إن الاناث لا يقللن أهمية لأنهن يقومن بتربية نصف المجتمع من الأبناء ومسئولين عن راحة النصف الآخر.