
حازم منير
جماعات الفشل التاريخى
لن تتوقف محاولات إثارة الفرقة بين المصريين والسعى لإظهارهم فى صراع سياسى داخلى وتناحر وتباين وانقسام حول القضايا الرئيسية فى اللحظات الفارقة لعملية بناء الدولة الوطنية الحديثة.
عايشنا جميعا محنة انكسار يونيو وكيف خرج المصريون متمسكين بوحدة الوطن مطالبين الزعيم جمال عبدالناصر بالبقاء والاستمرار فى قيادة الوطن رغم مسئوليته عن النكسة.
عايشنا جميعا كيف تناسى المصريون خلافاتهم فور اغتيال الإرهاب الأسود للرئيس الراحل أنور السادات وتوحد الجميع خلف الدولة فى مواجهة محاولات الإرهابيين إسقاطها.
كنا جميعا فى الشوارع والميادين فى 30 يونيو لإنقاذ الدولة المصرية وحماية الوطن من حكم المرشد وعصابته فى مشهد أذهل العالم وظهر فيه المصريون جميعا فى اصطفاف وطنى يلزم جيشهم بالانحياز لهم فى مواجهة عصابات الإرهاب.
لم نشهد حياة مكتظة بالشائعات والأكاذيب الهدامة كتلك التى عايشناها فى السنوات الأربع الأخيرة تستهدف كلها الوقيعة بين الشعب وقائده وبين الشعب والجيش والشرطة، والمثير أن واحدة من تلك الشائعات لم تنجح فى اختراق الصف الوطنى وتحقيق أهدافها بفضل التماسك الشعبى.
رغم كل مصاعب الحياة من إرهاب يحيط بالوطن وسياسات إصلاح قاسية ألقت على كاهل المواطنين بأعباء لا طاقة بها ومصاعب حياتية مذهلة وأزمات متعددة ومتنوعة إلا أن الشعب التف حول قائده متحملا كل هذه الأهوال من أجل استعادة بناء الدولة التى كادت أن تتحطم أساسياتها خلال نوات الخريف العربى المدمر وسنوات الفوضى الخلاقة التى بشر بها الفوضويون وأسيادهم فى واشنطن.
الأزمات تظهر معادن الشعوب ومصر تعيش فى محن متواصلة منذ 2011 وظنى أن الأزمات ومحاولات شق الصف والشائعات وعمليات التحريض لن تتوقف فى القريب العاجل.
نواجه مخططا جديدا يسعى لشق الصف بتمرير شائعات وأكاذيب لإحباط المصريين وإفقادهم للثقة فى قيادتهم السياسية وبث روح اليأس وتحريضهم على عدم المشاركة فى الانتخابات بدواع ومزاعم عديدة فى محاولة لإظهار المصريين غير متماسكين لكنها محاولات متكررة من جماعات فاشلة توصف بأنها جماعات الفشل التاريخى التى لا تعرف للنجاح طريقا.
آخر تلك الروايات المزعومة حديث نيويورك تايمز عن الطلعات الجوية الإسرائيلية فى سيناء لقصف مواقع الإرهابيين، والتى قالت الصحيفة إنها بلغت 100 طلعة فى محاولة للإساءة إلى الجيش المصرى وقدراته والتشكيك فى أداء الرئيس وسياساته لمحاصرة الإرهاب والقضاء عليه، ولتحريض الإرهابيين على المزيد من العداء والعمليات ضد مصر.
علمنا التاريخ أن نثق فى قواتنا المسلحة وفى قادة الجيش، ولم تظهر حالة تاريخية واحدة عن خيانة الجيش للشعب أو تخليه عنه فى الأزمات، وعلمنا التاريخ أيضا أن الشعب يلجأ دوما لجيشه فى الأزمات، لذلك فإن ثقة المصريين فى جيشهم مطلقة والتزام الجيش بمطالب الشعب دائمة ولم تنجح أى محاولات لشق الصف وإهدار هذه الثقة.
المصريون فى أوقات المحن والأزمات يلتفون حول دولتهم ويرفعون راية الوطن ملتحفين بها رداء للإنقاذ، ينسون أزماتهم ومشكلاتهم ويواجهون المحنة فقط مهما كانت درجات الخلاف والاختلاف ولن تنجح محاولات إسقاط الدولة المصرية، وستفشل كل مخططات فض الارتباط بين الشعب والجيش والشرطة.
سيظل المصريون فى رباط إلى يوم الدين.