الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خواطر شخصية

خواطر شخصية






حيرة بالغة تنتابك وأنت تستعد للكتابة فى لحظة يواجه فيها أبناء أو أخوة لك أو مواطنون مصريون بشكل عام خطر الموت أو الإصابة دفاعا عنك، وتزداد حيرتك وأنت تجلس على مكتبك بينما المدافعون عنك يتحركون وسط النيران وهم لا يتذكرون سوى الواجب نحو الوطن.
المهمة حماية وطن أصدق تعبير صاغته يد ماهرة بقواتنا المسلحة وهى تعرض وتصف لنا دور ومهام الأسلحة المختلفة فى حربها ضد الإرهاب  والإرهابيين.
دائما ما تقول لنفسك «أنت أيضًا تكتب حماية للوطن» وفعلاً فى الأغلب فالآراء والأفكار مهمتها أيضا حماية الوطن خصوصًا إذا كانت تنتقد أوضاعا خاطئة أو تواجه سياسات ضارة من أجل مستقبل أفضل.
لكن يظل السؤال: هل يمكن المساواة بين من يحمى وبين المشمول بالحماية؟ هل يمكن المساواة بين الحماية بالقلم وبين الحماية بالروح؟ هل يمكن المساواة بين من يواجه الموت ويفتدى الآخرين بحياته وبين من يكتب وهو آمن على حياته بدفاع الآخرين عنها؟
كل هذه الأفكار دارت فى ذهنى لحظة التفكير فى موضوع مقال اليوم، هل أكتب عن حوار الأحزاب الذى أطالب به منذ عامين أو أكثر وبدت بوادره أخيرا؟ أم أكتب عن الإعلام الحائر المغضوب عليه وعن إعلامنا وسنينه إللى مش عاوزة تنتهى؟ وهل من اللائق أن تكتب هكذا موضوعات بينما هناك من يدفع روحه ثمنا لاستمرار حياتك؟
هى أسئلة مشروعة خصوصا وأنت مطالب بممارسة دورك فى المجتمع، فليس الجميع يقاتل ويحارب أو يكتب أو يعمل أو يزرع ويفلح، فلكل فرد من المجتمع دوره فى حماية الوطن.
هناك دائما الثمن الذى تدفعه مقابل آرائك، والثمن كلمة متعددة المعانى، وهو تعبير له دلالات ومظاهر مختلفة، لكن المؤكد أنه لم يرق فى بلادنا يوما ما لتدفع حياتك ثمنا لما تكتبه، كما يدفع جنود جيشنا ورجال الشرطة حياتهم  ثمنا لدورهم فى حماية الوطن.
السؤال الجوهرى: هل من الممكن أن تمارس حياتك الطبيعية دون وطن؟ سؤال مزعج ما زال ضاغطا على ذهنى حين أحاول تخيل الشعب السورى أو اليمنى وهو يكافح  محاولاً تلبية احتياجات ابنائه الأساسية من أجل استمرار الحياة.
الحقيقة فى معارك الوطن تتوارى الخلافات وتتراجع الصراعات، قاعدة تنسجها الشعوب الأصيلة، وتشذ عنها الجماعات المتطرفة اصحاب النزعات التدميرية أبناء الفوضى والعنف، وتحل بديلا لها روح التكاتف والتماسك فى مواجهة الخطر.
ما يفعله ابناء مصر الآن فى سيناء والصحراء الغربية وفى قلب محافظات مصر هو ممارسة دورهم فى حماية وطن ورسم صورة مضيئة مشرقة لمستقبله ليس فقط فى مواجهة الإرهاب وإنما ايضا فى دعم وترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية .
وأفضل ما يجب ان نفعله هو دعم جهودهم باستكمال رسم صورة المستقبل، فالحياة يجب ان تسير واستكمال الحلم من أجل الأجيال القادمة يتطلب تضافر كل الجهود، وخير الأمور فى هذا المقام ان نصطف فى طوابير امام مقار الاقتراع لانتخاب الرئيس وترسيخ قواعد مؤسسات الوطن الذى يدفع هؤلاء حياتهم دفاعا عنه وعنا.