
حازم منير
البرلمان والإعلام
منذ تولى النائب صلاح حسب الله مسئولية المتحدث الإعلامى لمجلس النواب وجسور العلاقة بين المؤسسة التشريعية والإعلام تزداد صلابة ويجد الاعلاميون إجابات سريعة عن أسئلة حاضرة.
خطاب سياسى مختلف وواضح بدا فى تصريحات أطلقها قبل يومين ردا على ما يتعلق بقانون تنظيم الصحافة والإعلام بدا فى تأكيده على تحمل الإعلام المصرى للمسئولية الوطنية وعلى ثقة رئيس مجلس النواب د.على عبدالعال وإشادته المتكررة بدور الإعلام المهنى.
أختيار رئيس البرلمان للمتحدث الإعلامى جاء مناسبا ومتوافرا، فيه عدد من الصفات نفتقدها فى أغلب المتحدثين أهمها الخبرة السياسية التى تؤهله للتعبير عن الموقف وتجنب الصدام وإثارة الأزمات مع الكتل المجتمعية المختلفة.
قبل عام تقريبا كتبت عن أهمية وجود متحدث رسمى باسم البرلمان يمتلك قدرات تؤهله للتعامل مع الإعلام والخروج على الرأى العام بتقارير ومعلومات عن أداء البرلمان وإنجازاته بعد أن تاهت الأمور واختلطت المسائل واحتقنت العلاقة بين مجلس النواب وقطاعات من الإعلام.
مبكرا القول باستتباب العلاقة بين الطرفين، فما زال الطريق طويلا، وهناك العديد من الملفات التى لم تحسم حتى الآن، وربما يؤدى الاشتباك معها إلى المزيد من الاقتراب والتفاهم.
قانون الإعلام والصحافة واحد من هذه الملفات بل هو الأهم والأخطر بعد ما نشاهده جميعا من بعض مظاهر الانفلات أو التجاوزات لكنه ليس الأوحد بل هو الأهم.
أحيانا يبدو غضب بعض النواب فى اتجاه فرض قيود على الإعلام بزعم إعادة الانضباط للمجتمع، وبعضهم يُعمم التجاوزات ويعتبرها منهجا فى الإعلام فيخلط الأوراق ويزيد من إشعال النيران .
وأحيانا أخرى نشهد انتقادات من نواب يطلقونها دون التنبه أو ملاحظة التغيرات التى لحقت ببنية بعض المؤسسات الإعلامية فيعتبرون ما تبثه جزءا من المؤامرة على الوطن!
المسألة أن الأجواء المحيطة بالعلاقة بين البرلمان والإعلام تحتاج إلى جهود مضنية، وبعض النواب لم يستوعبوا حتى الآن معنى الشخصية العامة والدور النقدى للإعلام.
أى نقد يوجه فى مقال هنا أو هناك أو فى خبر يحمل مضمونا سلبيا لا يجب أن يُعد فى إطار الحملات الممنهجة أو المؤامرات على البرلمان للإساءة له والتهوين من شأنه.
أتذكر فى التسعينات خصصت صحيفة الأهالى صفحة على فترات زمنية مختلفة تحتوى على صور ولقطات من داخل قاعة البرلمان لمواقف طريفة أو حتى سخيفة، ولم يكن الهدف الإساءة للبرلمان بقدر استخدام واحدة من فنون الصحافة وهى الصورة لتقديم جانب من أداء النواب سلبى أو إيجابى للرأى العام.
ظنى أن عودة الصحفيين إلى شرفة قاعة البرلمان وحضورهم المباشر للجلسات ومتابعاتها بدلا من الشاشات الداخلية سيخلق متابعة إعلامية مختلفة لنشاط البرلمان.
أعلم ضيق مساحة الشرفات تحت القبة مع زيادة عدد النواب، لكنى أعلم أيضا أن الإرادة تتفوق على القدرات، وهناك دائما بدائل ممكنة لو توافرت الرغبة.
فى كل الأحوال الملفات العالقة بين الإعلام والبرلمان كثيرة، وأعتقد أن وجود متحدث إعلامى «فاهم» لدوره ويمتلك الخبرة السياسية والقدرة الدقيقة على التعبير سيصبح عنصرا مساعدا على تجاوزها كما سيساعد على نقل نشاط البرلمان وإنجازاته إلى الرأى العام .