الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«جميلة وجنينة»

«جميلة وجنينة»






لا أتذكر أين ومتى قرأت هذه الجملة، لكنها قفزت فى رأسى طوال الأيام الماضية، ففى أسبوع واحد، رأيت النموذجين من النضال، نضال المرتزقة، من يبحث عن غنيمة ، ونضال من لاينتظر أجرا فيعيش فى القلوب للأبد.
جميلة بوحريد ذكرتنى بالنموذج المستقر فى قلوب العرب جميعا وليس الجزائريين فقط، جميلة النضال تزور القاهرة هذه الأيام، وصلت مساء السبت الماضى للمشاركة فى فعاليات مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة كضيف شرف، وتكريمها بالدورة الثانية للمهرجان، التى ستنعقد فى الفترة من 20 إلى 26 من فبراير الجارى، وتحمل اسمها.
جميلة استقبلها المصريون بحفاوة شديدة وفتحوا لها قاعة كبار الزوار.
جميلة النضال، بنت مجدها من حب الوطن، من التضحية، من سنوات سجن وتعذيب فى سجون الفرنسيين امتد لخمس سنوات، ولولا قدرة الله كان حكم الإعدام فى جميلة النضال قد تم تنفيذه.
5 سنوات عاشتها فى سجن الاحتلال الفرنسى ذاقت فيهم عذابا لا يتحمله بشر، لكن العذاب جلب لها الحب  سكنت قلوب المصريين والعرب، قبل أن تسكن قلوب الجزائريين.
صارت رمزا للكفاح من أجل الحرية،حرية بلدها الذى كانت تهتف له كل صباح فى المدرسة «الجزائر أمنا» ولم تقل النشيد الفرنسى أبدا.
جميلة بوحريد زارت القاهرة بعد الإفراج عنها واستقبلها عبدالناصر، فوقفت تقول عندما أزور بورسعيد أشعر أن رأسى تطال السماء، فهذه أرض الأبطال والنضال.
جميلة بوحريد تعلنها دائما، لم أفعل سوى الواجب، وهل حب الوطن يحتاج تكريما، لم تتاجر ولم تنتظر المغانم فجاءها الحب، وتحولت إلى أسطورة خالدة.
   الآن  فى هذا الزمن الردىء، كل من هب ودب يدعى النضال والبطولة ، ويسمى نفسه «مناضلا» حتى لو كان نضاله هذا لكسر وهدم الوطن!!
تذكرت جميلة بوحريد ورأيت هشام جنينة، نموذجا آخر لنضال المرتزقة، الباحثين عن المغانم، على حساب الوطن.
جنينة لايكف عن إثارة الجدل، تصريحاته  فى عام 2016، أثناء توليه منصبه كرئيس للجهاز المركزى للمحاسبات، أن الفساد فى الجهاز الحكومى للدولة تجاوز 600 مليار جنيه، والتى لم يستطع أن يثبتها وتهرب منها ونفى أن يكون قال الكلام ، وهدد بمقاضاة الصحف التى كتبت ، ومازالت باقية.
الآن جنينة يعود لتصدر المشهد بنفس الحماقات، فى حوار مع احد الاصدارات الممولة اخوانيا زعم أن رئيس اركان الجيش المصرى الأسبق سامى عنان يمتلك مستندات - هربها خارج  مصر -  تدين من فى الحكم، وتبرئ من فى السجن.
وماذا بعد؟! هل كان يظن «جنينة» أن مثل تلك الاتهامات قد تمر ؟!
فى التحقيقات وبمواجهته مع سامى عنان، أنكر الأخير أن يكون قد قال ذلك، وقال لا أمتلك مستندات لا داخل ولا خارج مصر، جنينة قرر الاستعانة بصديق طلب شهادة الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حازم حسنى، وحازم عبدالعظيم.
يبدو أن خط النضال من أجل المغانم سيطال آخرين قديما.
لم تفلح خطة الاستعانة بصديق، فلجأ لخطة أخرى تبناها محاميه، الذى قال فى بيان «هشام جنينة كان تحت تأثير العلاج بعد الإصابات والصدمة النفسية التى لحقت به».
البيان قال: إن الرجل يعانى من صدمة نفسية نالت من توازنه العصبى خلال التسجيل الذى أجراه.
لعبة المحامى اكتملت بتقديم تقارير لـ3 جهات طبية، ترى ضرورة إخضاع المستشار هشام جنينة، إلى رأى طبى».
وطالب المحامى بوقف التحقيقات مع «جنينة فى هذه الفترة، وحتى  الانتهاء من فترة النقاهة!!
نضال جميلة، ونضال جنينة، اى منها تختار ، تكتب به تاريخك، إما إلى المجد، أو إلى عنبر 5 خطرين فى مستشفى العباسية للأمراض العقلية بزعم صدمتك النفسية التى نالت من قدرتك على وزن الأمور وتقييم الموقف ودفعتك لمحاولة هدم وطنك بدلا من مساندته فى حربه المقدسة.
المناضل لا ينفصل عن مجتمعه.. لا يستعلى على الناس بممارساته.. لا يعتقد أن العناية الإلهية قد اختارته لقيادة الأمة وزعامتها.
 المناضل هو الذى يؤمن بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع.. هو القدوة فى الممارسة والسلوك، هو الملهم للآخرين، وهو الذى يؤمن أن  وطنه يستحق الأفضل والأحسن.