الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
على أبوشادى  المثقف الفذ والإدارى المحنك

على أبوشادى المثقف الفذ والإدارى المحنك






حين ننظر حولنا بموضوعية شديدة سنجد أن كثيرا من مواقعنا يديرها أناس لا علاقة لهم بما يديرون، ربما يكونون جيدين فى أماكن أخرى ولكنهم يديرون ما لا يعرفون !! يبدوأن الأمر يسود إلى غير أهله فى مصرنا المحروسة، وعلينا أن ننتظر الساعة، وهى أدهى وأمر!!.
 كان الناقد على أبوشادى أحد القيادات الثقافية المتميزة التى تمتلك الكفاءة الثقافية والإدارية فى آن واحد، وكان أحد الناجحين الذين أعتمد عليهم الفنان الوزير المحنك فاروق حسني، فقد أدار أبوشادى  عددا كبيرا من إدارات وزارة الثقافة وقطاعاتها وهيئاتها المختلفة بنجاح كبير؛ من الرقابة على المصنفات الفنية والمركز القومى للسينما وقطاع الإنتاج الثقافى وأمانة المجلس الأعلى للثقافة إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة، الهيئة الأهم التى كان  مؤمنا بدورها ويحبها أكثر من أى مكان آخر أداره، كان يعرف أنها الأهم لو أردنا أن نصل بالثقافة إلى كل شبر فى مصر، والمدهش أنه قد استطاع أن يديرها جميعا بكفاءة المثقف الفذ والإدارى المحنك الذى استطاع أن يعبر بكل تلك الأماكن إلى بر الأمان رغم وجود كم من المشاكل فى تلك القطاعات، كان رحمه الله من الذين  تجتمع  فيهم صفتان،المثقف الفذ والإدارى المحنك.  
شاء القدر أن يربطنى بالناقد القدير على أبوشادى عدة مواقف لا أنساها، وكانت فارقة بالنسبة لي، فقد صدر أول كتاب لى من الهيئة العامة لقصور الثقافة وهى مجموعتى القصصية «الفاوريكة» حين كان  المشرف العام على النشر وأحد المؤسسين المهمين لهذا المشروع العملاق الذى ملأ مكتبات مصر بذخائر الكتب المهمة، ومن ساعتها وبدأت علاقة طيبة تربطنى به، خاصة حين شرفنا بكونه عضوا لاختيار القيادات لما تولى الصديق مسعود شومان قيادة الهيئة فى عام 2014 وكنت نائبا لرئيس الهيئة، وتوثقت علاقتى به حين تم إقصائى من رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ظروف تبدو مشابهة للظروف التى  ترك فيها أبوشادى الهيئة، ولم يضجر ولم يغضب ولم يملأ الدنيا ضجيجا وبكاء وعويلا لتركه منصبا أوكرسيا يرى أنه يضيف إلى هذا الكرسى  ولن يضيف هذا الكرسى له جديدا، كانت تجربته أمام عينيى ماثلة لكى أستفيد منها كى أتجاوز المسألة ببساطة وسعدت جدا أنهم قالوا أننى  أنتمى لمدرسة على أبوشادى واستفدت من تجربته فى خلافه مع فاروق حسني، فقد كان نبيلا  فى خلافه، فلم أتجاوز فى خلافى مع الصديق حلمى النمنم رغم ما تعرضت له ظلم يعلمه الوسط الثقافى كله.
واستمعت إلى نصيحته ولكنى لم أنفذها كما قالها بالضبط، فقد نصحنى أن أقوم بعملى المطلوب منى دون تقصير وبكفاءة، ولكن دون زيادة  تقلق الآخرين الذين تأمروا علي، والذين كانوا يسيطرون على أذن صاحب القرار فى فترة ما، ولم أفهم النصيحة وبدأت العمل بكل ما أستطيع فى الإدارة الجديدة لدرجة أنها أقلقت صاحب المقام الرفيع فى الوزارة،فبدأت المؤامرات تحاك ضدى مرة أخرى حتى تم عدم التجديد لى وإقصائى مرة ثالثة، تذكرت كلامه وضحكنا كثيرا!! وبعد فترة عدت مرة أخرى للمكان نفسه بالوزارة، قررت ساعتها أن استمع لنصيحته  الغالية، وأن أؤدى دورى وبكفاءة فقط  دون زيادة !!.
وشاء القدر أن نرتبط بالعمل معا مرتين؛ فقد تولى مقررا للجنة العامة للتفرغ التابع لرئاسة الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات التى توليت مسئوليتها مرتين،وكان فى الحقيقية قادرا على قيادة قامات ثقافية وأدبية وفنية كبيرة بهدوء وثقة واقتدار، وكان قائدا رائعا للوصول بدفة المشروع كل عام إلى بر الأمان، فقد كان حريصا عليها أكثر من أية لجان أخرى لإيمانه الشديد بقيمة وخطورة تلك اللجنة التى تمنح من يستحق التفرغ لينجز مشروعه الفنى والأدبى الذى يريده.
وأخيرا لن أنسى له وللشرفاء فى اللجنة العليا للتفرغ الدفاع عنى وبشراسة ضد كل المتآمرين والمتآمرات  الكذبة، الذين أرادوا أن يشوهوا ويقللوا من شأن ما قمت به أثناء فترة عملى كرئيس لتلك الإدارة المهمة، فتحية لروحه الطاهرة ولمواقفه الشجاعة والمحترمة.