كمال عامر
عبدالعزيز.. طوق نجاة للرياضة
الإعلان عن صندوق الرياضة المصرية.. لم نتوقف أمامه كثيرًا، لم يأخذ منا اهتمامًا يليق بالفكرة.. الحكاية أن فكرة الصندوق جديدة وهى المرة الأولى التى ينشأ فيها كيان خاص يعتمد على جهات غير الحكومة من حيث موارده الاقتصادية.. بمعنى أوضح القطاع الخاص يضيف لأجندة خدماته رعاية الرياضة المصرية بحجم كبير وبتجرد وعدالة.. من الملاحظ أن هناك محاولات من جانب القطاع الخاص لرعاية الأبطال.. ولكنها كانت محددة بالعلاقة بين البطل والراعى أو من يرشحه.. بمعنى أدق الرعاية كانت بالواسطة وفى حدود إعلانى.. والملفت أن م. خالد عبدالعزيز وهو وزير يعلم حالة التقشف التى تضرب البلد.. ويعلم أيضًا أن هناك تخفيضًا كبيرًا فى ميزانية وزارته، ويدرك بأن تمويل الرياضة ضرورة أن يكون من جهات أخرى بعيدًا عن الوزارة خاصة أن قانون الرياضة الجديد منح حزمة حوافز وحماية للقطاع الخاص فيما لو استثمر فيها.. صندوق دعم الرياضة المصرية بعيد عن أموال الدولة منعطفا معه لخط سير الاهتمام بالأبطال وتوفير الرعاية الفنية والاجتماعية والنفسية.. كإعداد للدورات الأولمبية والعالم، بالطبع ومن خلال المنشور عن الافتتاح.. تمويل خارج ميزانية الدولة.. وبرأس مال مدفوع لشركة الصندوق بقيمة 5 ملايين جنيه فى المرحلة الأولى يعقبه طرح وثائق للاكتتاب بقيمة أولية 250 مليون جنيه، والمستهدف مليار جنيه للخمس سنوات الأولى.. والمؤكد أن هناك جهودا بذلت لتذليل عقبات إيجاد آلية قانونية خاصة، وم. شريف إسماعيل سهل كل العقبات ليظهر المشروع للنور.. تلك هى الخطوة المقبلة لاستكمال مسرة الانتصارات.. وعلينا أن نعترف بأن فكرة الصندوق كانت لـ. م خالد عبدالعزيز، وأعتقد بأن الرجل يملك رادارا يستشعر به تغييرات الغد، وكيف سيحدث فراغا بدءًا من الآن بشأن رعاية المميزين رياضيًا فى ظل قانون يحمس المنظومة الرياضية للاستثمار، وتراجع موارد الدولة وكسل الإدارة الرياضية فى ضرورة تحقيق روافد مالية، خاصة للانفاق على أبطاله ..م خالد عبدالعزيز، حرصا على عدم تعرض الرياضة المصرية لأى انتكاسات.. من هنا كانت فكرته، والتى روج لها، وجذب إليه شركاء وهما وزارتا الاستثمار والتعاون الدولى، وبنك مصر وفتح الباب أمام شركاء جددًا.. بالطبع صندوق دعم الرياضة المصرية طوق انقاذ للرياضيين الأبطال وتدشين الصندوق اعتراف برفع الدولة يدها.. والاكتفاء بالتركيز على رعاية مراكز الشباب ورفع درجة الخدمات المقدمة للشباب.. من زمان كنا نطالب بالبحث عن رعاة للرياضة.. وبرامج المرشحين للمناصب لم تخلو من الالتزام بتوفير الدعم الذاتى بلجان تنمية الموارد.. والحقيقة لم ينجح أحد من الاتحادات كمثال باستثناء اتحاد الكرة.. د. خالد عبدالعزير بدوره استشعر الخطر وتوقع المعاناة التى قد تلحق بالأبطال لعدم وضوح الرؤية بشان التمويل الذاتى.. ولخبرته فى مجالات الاستثمار الرياضى بأنواعه نسخ تجارب كبار الدول، ودرس كيفية مساعدة الرياضة بعيدا عن الحكومة.. الغريب أن كوادر المنظومة الرياضية على علم بأن الدول لا تدعم الرياضة، ولذلك فهناك تحرير كامل للرياضة بعيدًا عن الحكومات فى التمويل والإدارة، ومع الأسف فى مصر طالبوا برفع يد الحكومة، واستجيب له .. وطالبوا بأن تستمر فى الدفع لهم وهو أمر شاذ.. صندوق دعم الرياضيين سيقوض عملية أن الحكومة دى ماما وبابا.. لأن المفترض الآن أن يبحث كل اتحاد عن ممولين لأنشطته.. وإلا عليه أن يترك مكانه لغيره .. للحكومة أولويات وعلينا واجبات.. والحقيقة أن هناك تداخل بين ما على الحكومة وما علينا.. صندوق دعم الرياضة ابتكار جديد لمنح الرياضة المصرية قوة دافعة لتحقق السعادة للمصريين، وخطوة يتبعها خطوات من الآخرين.






