كمال عامر
أعلمكم.. يعنى إيه أمن الوطن والمواطن
أمام قصر الاتحادية فى مصر الجديدة ..الفترة من 2011 إلى 2013 ..عشت أوقاتا لم أكن أتخيل أنها قد تصادفنى.. أو تحدث فى مصر ممكن أكون قد قرأت عن الموت وطرقه وحتى الإجرام من خلال منصبى فى “روزاليوسف” واطلاعى على الحوادث اليومية.. وكيفية ارتكابها والجانى والمجنى عليه .أمور متوقعة .لكن أمام الاتحادية أو فى شوارع مصر فى تلك الفترة كلها أمور لم أتوقعها ولم أواجهها بأى شكل من الأشكال .
فى البداية غاب تماما أى شكل من أشكال الحماية أو فرض القانون.. والشارع بما فيه أصبح فى قبضة البلطجية.. وأنت وحظك أثناء الأحداث. مع زيادة حالات القتل المتعمد توترت البيوت وأصبنا بالهوس من كثرة الأخطار والريبة فيمن يقتلك ..لأول مرة أرى أمامى مجموعات من الأهالى تحمل السلاح .. أمام قصر الاتحادية كل أنواع العنف والبلطجة والغريب لا يمكن أن تعلم مين مع مين ..عشت أياما كان يساورنى شعور بأن الأمور لن تمر بسهولة والموت على يد البلطجية عملية وقت .الخوف يتضاعف عندما ترى كل الوجوه تتربص بك .زادت حوادث اقتحام الشقق السكنية والاستغاثة على الفضائيات وصرخات تمتزج بالحقونى هيموتونى.. تأكدت أنه لا أحد آمن .والكل فى خطر وقد لاحظت طريقة مبتكرة للنصب على السكان بأن يتقدم شخص وبمرافقته مجموعة ويدق الجرس ويبلغ الساكن أنه شرطة أو مسئول أمنى ثم يتضح أنهم بلطجية.
ظاهرة لفت الانتباه بإشعال الحرائق فى الأدوار الأولى لتشتيت الانتباه والحق عاوزين نطفيها وهنا يسرقوها بسهولة. لا أحد فى مأمن .الكل مهدد ..كنت أسأل نفسى.. ما فائدة الفلوس أو الغنى بأشكاله وأنت مش قادر تمشى فى الشارع، وما فائدة امتلاكك للسيارات، وانت خايف من بلطجية يقطعوا عليك الطريق وينزلوك من السيارة ويسرقوها ويجردوك مما معك ويهددوا أولادك ..ناهيك عن عمليات سرقة السيارات، وكان ابن أخى محمد أحمد عائد لبلده كفرشكر وجد نفسه محاطا بدراجة نارية وشخصين بالسلاح الابيض.. انزل وسيب مفتاح العربية فى الكونتاكت والا هنموتك.. نماذج إجرام لم نرها أو نواجهها من حيث العدد.. كان السؤال إلى متى سيستمر الوضع هكذا بدون دولة.. غابت الدولة فزادت الجرائم بشكل غير متصور.. وأصبح الموت يحيط بنا من كل اتجاه...وعشنا أسوأ فترات حياتنا.. أدركت من وقتها يعنى إيه كلمة الأمن.. إنها الحياة وتتقدم عن كل الأمور الحياتية.. عرفت يعنى ايه بلدى أمنه ويعنى إيه قسم الشرطة ويعنى ايه ناس حياتها تدفعها ثمنا لأمنى واولادى وسلامتنا.. عرفت يعنى إيه أنام مطمن.. ويعنى إيه أمشى فى الشارع دون أن أشعر بأن هناك من يتربص.. كنت أناجى ربى يارب اكتب لنا السلامة ولوطنى وبلدى .. كنت أدرك بأن فلسفة الإخوان تعتمد على تغيير الشعب وعلى مراحل لو أدى الأمر ليكتمل لهم عملية الاخونة ..رفعوا عاشت الجماعة، وشاهدتهم فى خطاب مرسى من أمام الاتحادية ..ورأيت شارات مجموعات حماس والجهاد وشارات حول الرأس بألوان الاصفر والأخضر والرايات السوداء فى أشبه باستعراض القوة ..وقد استمعت إلى الخطاب على بعد 6امتار من المنصة ..وتأكدت أن من يحيط بالمنصة هم مجموعات اخوانية أو مؤيدة لها من الداخل والخارج ..والتزمت الصمت وسط تعليقات متنوعة ..تهديدات بقتل المختلفين.. وهجوم على الدولة بقطاعاتها المختلفة.. بعدها تأكدت أن الانقسام وتكريس تمزيق الدولة وحرقها أصبحت سياسة علنية للإخوان وأنهم فى جهة والشعب فى جهة أخرى وهناك فجوة كبيرة بينهم.. الأمن كان هو كل أملى.. أمن بلدى واسرتى.. لم أفكر فى تحقيق أموال ولا شراء عقارات أو سيارات.. طلبت الامن فقط وأنا هنا أعلم وأقدر أى جهود بشأن أمن وسلامة بلدى.. وأنحاز لمن حقق لى ذلك ..






