الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطرف التانى

الطرف التانى






فى مقاله الأربعاء الماضى رصد رئيس التحرير الصديق العزيز الأستاذ أحمد باشا ملاحظة بالغة الأهمية فى ملف تمكين الشباب أو كما أفضل تسميته الاستثمار فى الشباب وهو المصطلح الذى ختم به مقاله.
صحيح أن الدولة أولت اهتمامًا بالغًا بقضايا الشباب ما كان ليتحقق لولا حرص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على رعايته بشكل مباشر باعتباره واحدا من أبرز الاهتمامات وأكثرها وضوحًا فى الرؤية والإنجاز وذلك حسب ما رصد المقال من إنجازات للولاية الرئاسية الأولى.
لكنه أورد فى المقال بعض الألفاظ اللافتة ومن أبرزها تحفيز الشباب «المتفرج» على المشاركة، وظنى أن هذا اللفظ جاء فى مكانه الواجب لأنه أجمل مجموعة من المشكلات منها الثقة والإيمان بدور مطلوب والرغبة فى دعم بناء مؤسسات الدولة وغيرها من العناوين المهمة.
استنهاض همم  الشباب «المتفرج» لا تعنى انخراط الجميع فى العمل العام أو فى برامج التأهيل، بل إن ملاحظات أساسية رصدها البعض تتعلق باستكمال مفهوم بناء كوادر المستقبل.
ملاحظة اجتذاب الشباب المتفرج ارتبطت بملاحظة غياب أى وجود سياسى فى مشروع تمكين الشباب من المستقبل، وهو غياب يجب رصد أسبابه بوضوح وصراحة.
الدولة باعتبارها طرف أول فى التعاقد مع المجتمع قررت تأسيس أكاديمية وطنية لبناء كوادر المستقبل وفى حدود معلوماتى المتواضعة ستتضمن فى جانب منها العلوم والنظريات السياسية بالقطع، لكن هذا وحده لا يسهم فى خلق الكوادر السياسية ولا يكفى لاستيعاب الشباب المتفرج.
الطرف الثانى الغائب وهو الأهم فى هذا المقام أقصد به المؤسسات الحزبية المعنية باستيعاب طاقات الشباب الراغب فى العمل العام السياسى وبناء قدراته وتنمية مهاراته لخلق قيادات سياسية مطلوبة للمستقبل، فلا مجال أبدًا لمجتمع بلا تعدد و تنوع سياسى.
المؤكد أن الدولة غير معنية ببناء الكوادر السياسية قدر مسئوليتها عن بناء وتأهيل الكوادر الفنية والمهنية القادرة على إدارة شئون الدولة وبالقطع وفقا لرؤى سياسية، فالإدارة الفنية وثيقة الصلة بالمفاهيم السياسية وويلاتها كثيرة.
إذن فملاحظة غياب تام لأى مشروع حزبى يتعامل مع ملف الشباب والتى رصدها المقال هى ملاحظة دقيقة ورصدت جانبا من جوانب القصور وأحد المسئوليات عن جانب من ظاهرة الشباب «المتفرج»، وهى ملاحظة تدفعنا لسؤال قيادات الأحزاب عن دورها فى ملف تمكين الشباب.
ربما تُوضح هذه الجوانب بعض أسباب أهمية الأحزاب فى المجتمع ولماذا يجب إيلاء هذا الملف الاهتمام المناسب، فالحياة الحزبية ليست وفقط بيانات ومؤتمرات ومسيرات وسياسة، إنما أيضًا برامج ومشروعات لبناء كوادر المستقبل.
فى أكاديمية الدولة سيتخرج الشباب المؤهل لقيادة دواوين الحكومة ومؤسساتها، وفى أكاديميات الأحزاب سيتخرج الشباب المؤهل على القيادة السياسية للدولة.
الحديث عن جانب دون الآخر يمثل فى تصورى قصورا فى التعامل مع فكرة تمكين الشباب واستثمار المجتمع فيه تأهيلًا وتدريبًا على قيادة المستقبل.
الطرف الثانى – الأحزاب – مسئولة عن طرح عطاءات المساهمة فى دعم ملف تمكين الشباب من خلال أنشطتها الراعية و المهتمة بالتثقيف والتدريب والتأهيل ونقل الخبرات.
يجب أن ننظر لما هو أبعد من الانتخابات الرئاسية 2022 .