
احمد رفعت
القوى الناعمة بين وزارة الثقافة وزين نصار!
فى ظل الكلام المتكرر عن القوى الناعمة المصرية والسعى لاستعادتها واسترجاع نفوذنا بها وتأثيرنا فى محيطنا والذى تراجع بدرجة لا ينكرها أحد نقول أثناء ذلك نلمح أكاديميا مصريا كبيرا وقامة علمية مرموقة هو الدكتور زين نصار أستاذ الموسيقى بأكاديمية الفنون يتصدى بنفسه للحفاظ على واحد من مفردات القوى الناعمة وهو تاريخ وتراث نجوم التلحين والتأليف الموسيقى فى القرن الماضى ليقف عند أربعين منهم يشكلون تاريخ النغم ربما فى الوطن العربى كله من عبده الحامولى وسلامة حجازى إلى رياض السنباطى وزكريا أحمد ومن محمد عثمان وعبدالحليم نويرة ومحمد فوزى وأحمد صدقى إلى بليغ حمدى ومحمد الموجى وكمال الطويل ومنير مراد وعمار الشريعى وفى التأليف الموسيقى ستجد فؤاد الظاهرى وعلى إسماعيل وغيرهما وغيرهما.. قدمه كله الدكتور نصار فى مؤلف أقرب إلى الموسوعة لتحتفظ به المكتبة العربية كمرجع مهم ومستند معتمد كتب بطريقة علمية ولكن يبدو أهم ما فيه هو قيام مؤلفه بالحصول على محتواه والمواد الواردة فيه وتفاصيله كاملة وأرقامه وتواريخه من مصادرها الأساسية! فلم يفعل ولم يكن منتظرا أن يفعل الدكتور نصار مثل غيره من الباحثين الجدد ممن يسايرون العصر فى أسوأ ما فيه وهو العجلة والاستعجال والتسرع والحصول على أى معلومات وجمعها ونقلها كما هى بغض النظر عن حيثية المكان المنشورة به أو هوى أصحابها أو كينونة وشكل مصادرهم هم أنفسهم.. وكل ذلك ابتعد عنه ولم يفعله الدكتور نصار إنما اتبع أسلوبا آخر ومنهجا مختلفا فى التعامل مع مشروعه حيث حصل على كل معلوماته الواردة فى موسوعته من مصادرها الأساسية! والتقى منهم من شاءت الظروف أن يلتقيه وأن يستمع مباشرة من أبناء أو أسرة أو أقارب هؤلاء النجوم الكبار ومنهم اطلع على محررات شخصية تثبت تواريخ ميلادهم وأماكنها ونسبهم وكذلك جذورهم وأصولهم والأحياء أو المدن أو القرى التى نشأوا فيها وتربوا على طباعها وعاداتها وتقاليدها وممن تزوجوا ومن صاهروا ومن أنجبوا وظروف الطلاق والمشاكل والخلافات العائلية والوفاة والرحيل والتراث أين هو ومع من وكل شىء عن أساطين الطرب العربى وطبعا وكما قلنا من مصادرها الأصلية!
الدكتور زين نصار وقد أنفق على كل ذلك من جيبه الخاص وأنجزه منفردا بلا فريق يساعده أو يوفر عليه بعض الوقت والجهد وقد كان كل ذلك على حساب صحته رغم أن ما فعله هو فى الأصل مسئولية الدولة ووزارة الثقافة تحديدا والتى تقاعست عن القيام بهذه المهمة وقصرت فيها رغم أنها من صميم مهامها ولكن لم تزل الفرصة موجودة بعد تولى الدكتورة إيناس عبدالدايم أمر الوزارة والتى أبلغنا الدكتور نصار نفسه أنها على درجة كبيرة من الوعى بكل ذلك ولذلك نأمل أن ننشط فى هذا الاتجاه خصوصا أن أمامنا ملفات كثيرة فى القوى الناعمة علينا أن نفتحها ونعمل فيها بشرط أن نحافظ أولا على تراثنا ولا نتركه للتجار ولا للهواة ولا طبعا لأشرار كثيرين يتربصون بنا من كل اتجاه!
اللهم أبلغنا.. اللهم فاشهد..