الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فين الباشمهندس

فين الباشمهندس






الأسابيع الأخيرة فى مصرعكست ثغرة حقيقية يعانى منها المشهد السياسى فى البلاد منذ عام 2011 وحتى الآن ومازلنا نواجهها دون آن نحرك تجاهها أى خطوة عملية لسدها.
لعل الجميع يتفق أن الملف السياسى وقضايا الانتخابات الرئاسية وتحركات بعض الجماعات الاحتجاجية وضغوط أدوات جماعات الإرهاب الإعلامية والسياسية فرضت نفسها على المجتمع بكل فئاته.
الشاهد أن المواجهة لم تكن فى الشارع على شكل مظاهرات أو تحركات احتجاجية إنما كانت مبارزة إعلامية وحرب ترويج شائعات أو معلومات مضللة أو ما نسميه فى المهنة «الصحافة الخبيثة» التى تستند لوقائع محددة لكنها تلوى عنق معنى المعلومة أو توجهها ناحية مختلفة عن مدلولها الحقيقى.
اقتحمت صحف دولية وإقليمية الساحة واشتبكت برامج فى فضائيات الإرهاب أو تلك المسماة بالدولية رفيعة المستوى وكان اللافت تناغم وانسجام الأخبار ومدلولاتها لوجهة واحدة حتى أنك تستطيع التهكم بأنها وسائل إعلام موجهة تلقت تعليمات موحدة فقامت بنشرها كما هى ففضحت نفسها.
كنت تشعر بأن العالم كله يدور حول مصر التى لم تغب يوما واحدا أو لحظة عن صحيفة أو مجلة أو فضائية تتناول شأنها السياسى الداخلى بحملة تشويه وتحريض وكراهية غير عادية تهدف للإساءة للانتخابات الرئاسية قبل انعقادها فالذى لا تستطيع الفوز به يمكنك أن تسيء له فتفقده قيمته.
المسألة من جانبنا مختلفة تماما، لأن الحاصل أنك لم تجد مسئولا واحدا يخرج على الناس يقول فيهم ما يجب قوله ويوضح لهم ما يُفترض توضيحه، ليس من باب رد الفعل إنما من صميم مفهوم الفعل، حتى تسد الطرق على من يقلب حقائق الأمور للإساءة للدولة.
الحاصل أنك تطالع فى كل لحظة على مدار اليوم ومن مختلف الاتجاهات هجوم سياسى على الدولة المصرية واتهامات لها تتعلق بالحقوق والحريات وقيادات وكوادر تنتمى للقوى المناهضة للدولة المصرية تُحلل الموقف و تُحرض على الدولة.
والحاصل أيضا أنك فى المقابل لا تجد مسئولا رفيعا يخرج للرد على هذه الترويجات الخبيثة ولا يعتد هنا بالقول عن هيئة الاستعلامات فهى ذات مهام فنية وتقنية مختلفة.
الواقع يقول: إن الحكومة المصرية تفتقد «الباشمهندس» والذى يُفترض وجوده لتولى الملف السياسى وهو شخص له مواصفات محددة وصاحب خبرة سياسية ومؤهل للاشتباك السياسى مع الخصوم أو المنافسين وطرح الرؤى والأفكار الرسمية فى القضايا السياسية وينسج العلاقات مع الأحزاب السياسية فى المجتمع.
غياب «الباشمهندس» يتسبب لنا فى الكثير من المشكلات ويدفع بغير المؤهلين للاندفاع دفاعا عن الدولة فيتسببون فى المزيد من الإرباك والإحراج ويستغل مناهضو الدولة الأمر لكيل المزيد من الاتهامات والدولة غير مسئولة عنها.
أنت تشعر أن الحكومة لا ترغب بالحديث فى القضايا السياسية وأنها مجرد مجموعة من التكنوقراط الفنيين يتحدثون بالأرقام ويستندون لرؤى نظرية فى تفسير السياسات التى يطبقونها، وفور الاشتباك مع أزمة سياسية لا تجد مسئولا تتحدث معه أو تستمع منه.
لعل رصد نجاح ملفات المشروعات القومية التى تتولاها الرئاسة يوضح لنا أهمية وجود «باشمهندس» يدير الملفات السياسية الصعبة ويمهد الطريق للحكومة أمام مشروعاتها قبل تنفيذها، من المستحيل الاعتماد دوما على تصريحات السيد الرئيس لتوضيح حقائق الأمور.