
حازم منير
تكافل وكرامة
وسط غيوم برنامج الإصلاح النقدى والمالى الذى تنفذه الحكومة بتداعياته المزعجة وتأثيراته المرهقة للمصريين الصامدين انتظارا لنجاح يتيح لهم ولابنائهم مستقبل افضل يبرز برنامج تكافل وكرامة باعتباره نموذجًا لتوفير درجة من الحماية لغير القادرين فى هذه اللحظات الاقتصادية الصعبة.
المفترض أن البرنامج يتم تنفيذه فى إطار السياسة الحمائية للطبقات والفئات الفقيرة أو الأقل قدرة فى إطار استيعاب التداعيات السلبية لسياسات الاصلاح ، إذن أنت تتحدث عن برنامج يتطلب آليات مرنة قادرة على التفاعل بإيجابية وبسرعة وخاضع لجوانب رقابية فعالة.
وقائع وشواهد عديدة توضح قصور وثغرات فى قدرة المشروع على التفاعل مع الجمهور، وما جرى تداوله من أخبار عن تجاوزات ووقائع فساد فى ثلاثة مراكز بالأقصر بعد تجمعات احتجاجية لمواطنين يؤكد أن هناك جوانب تحتاج للتعامل معها.
المسئولون بالوزارة قالوا إنهم اكتشفوا هذه الوقائع بأنفسهم واتخذوا تجاهها الإجراءات القانونية وهو أمر محمود ومتابعة وفرض الرقابة الفعالة الدورية على المشروع كله.
أتذكر فى مؤتمر حكاية وطن أنه تم عرض تقرير عن استفسارات وتساؤلات للمواطنين، وفى نهاية التقرير سؤال من مواطنة عن المشروع وتساءلت «هو فين إحنا اتقدمنا بالأوراق ومافيش ردود» ولا أتذكر بقية النص لكنه كان فى الأغلب هى الكشوف ما بتتغيرش؟
ما دفعنى للكتابة واقعة تعرضت لها شخصيًا حين تدخلت لصالح أسرة لديها ابن ربما تنطبق عليه الشروط وحين تابعت مع الأسرة ومع مسئولين بالوزارة الخطوات التى تتم ما كان يمكن الصمت.
هل من المعقول أن يستغرق الأمر نحو العام حتى يصدر قرار هو لم يصدر حتى الآن؟ هل من المعقول هذه الطرق المسيئة للبشر فى التعامل مع المواطنين؟ عندى أسئلة عديدة لا أرغب فى الاستفاضة وأيضا لا أريد ابداء مخاوف من فساد ربما هو موجود وربما غير موجود، ولكن المؤكد ان هناك إهمالا اداريا فظيعا وتعاملًا غير مفهوم أسبابه مع الناس.
هذا البرنامج الاجتماعى بالغ الأهمية وهو يخضع لرعاية الرئيس مباشرة ويوليه اهتمامًا عظيمًا ونرصد متابعته الدائمة واهتمامه بازالة أى عقبات فى طريقه من اجل انجاحه والمساهمة الفعلية والمساندة الجادة للفقراء والمحتاجين وكلها سياسات بالتأكيد تعكس تركيبة هذا الرجل وشخصيته.
الأمر موجه إلى وزارة التضامن نفسها هل تكرار الوقائع الثلاث وتشابه بعض جوانبها وخصوصا شكوى الناس من التباطؤ والاهمال مجرد صدفة ام أن هناك مشكلات حقيقية يجب على الوزارة أن تتعامل معها بوسائل أكثر قدرة على محاصرتها لتسهيل تلبية احتياجات المواطنين.
مرة أخرى لا اتحدث عن فساد فهذا امر تقرره الاجهزة المعنية ولا عن شكوى شخصية إنما اشير الى وقائع ربما تنبيء بثغرات أو بمشكلات إدارية فى المتابعة، فالمشروع كبير والمستفيدون منه بالملايين وموازنته ضخمة، والجهاز الإدارى فى مصر بشكل عام «بعافية شوية».
برنامج تكافل وكرامة من البرامج ذات النوعية الخاصة التى تحتاج لأدوات ووسائل غير تقليدية ورقابة صارمة، وواحدة من مظاهر نجاحه هو مشاعر المستحقين بأنهم ليسوا «عالة» على بلدهم وأن الرعاية التى يتلقونها – وهى قائمة فعلا - رعاية مستحقة وليس صدقة شفقة.