كمال عامر
الرقابة والرياضة
الرياضة عند المصريين تمثل نسبة كبيرة من حالة الرضا أو صناعة الفرحة.وتلعب دورًا مهمًا فى المزاج العام لنا جميعا. الرياضة أيضا لأصحاب المواهب فيها هى الحياة والفرصة للمستقبل وتتمتع بمتابعة هى الأكبر من الشعب والإعلام فى مصر، عندنا أبطال، لكن الشكوى بأنهم عدد لا يتلاءم وعدد السكان أو الامكانيات أو الآمال والتى تدغدغ عواطفنا.. وعلى مدار عشرات السنين حققنا ميداليات أوليمبية وعالمية.وبعد كل دورة نجد حالة استنفار.. واجتماعات للخبراء.وروشتات منهم بشأن كيفية زيادة قاعدة الهرم الرياضى لمنحنا فرصة افضل للاختيار وبالتالى زيادة الفرصة أمام تحقيق المزيد من الميداليات فى الاوليمبياد..بالتدقيق فى الطرح من جانب المختصين وجدناها تدور حول عملية الكشف عن المواهب..واجتهدت الدولة بطرق عديدة وانفقت المليارات من الجنيهات على تحقيق تلك الجزئية.. ولكن أظهرت النتائج العملية أن الذين حققوا النتائج الأوليمبية هم صناعة أندية وجهود اتحادات..والغريب أن أوراق المشروعات من الجانب الرسمى تضم أسماء الأبطال لايهام المصريين بأن البطل من خريج المشروعات لتبرير الانفاق.
..والمؤكد ان أى وزير شباب أو مسئول كان من خلال ما أطلقه من مشروعات فى هذا الشأن يسعى لتحقيق الرؤية المطلوبة لتحقيق الفرصة بأعداد أكبر من الموهوبين أمام الاختيار.. لكن الحقيقة ان نتائج تلك المشروعات لم تكن تتساوى مع حجم المصروف عليها..وهناك مصاريف بالملايين انفقت هدرا على بدلات وانتقالات ومكافآت تحت مسميات مختلفة..وهناك أيضا سلوك غير مرضٍ برفع ميزانيات المشروع المالية لأكثر من 4 مرات..واتضح أيضا أن هناك محاضر للتجارب على الورق ولم تعقد أصلا.. والأخطر غياب الشفافية والعدالة عن عملية الاختبارات.وهو ما أسفر لنا عن نتائج مشوهة وأفشل معظم الجهود المبذولة فى هذا الشأن.. ولأن العمل فى ملف اختيار المواهب الرياضية هو نفسه ينسجم مع عملية الكشف عن المواهب الفنية والسياسية.. والدولة والرئيس السيسى بنفسه مهتم ومراقب ومتابع ويتعامل مع هذا الملف بمنتهى الجدية، وقطعت الدولة هنا أشوطًا مهمة فى شأن تحقيق الأهداف..ومن الواضح أن تعامل الدولة الآن بضرورة منح الشباب فرصة عادلة لتحقيق أهدافهم..بما يحقق العدالة الاجتماعية بين الجميع..وبالتالى القضاء على الوساطة والمحسوبية والمجاملات والمتربحين والفساد المالى والإدارى..والكل يعلم بأن تلك المشروعات تحولت من فكرة ونجاح إلى بيزنس أسود وتعامل لا أخلاقى ونشأ هنا مجموعات متربحة من موظفين ومدربين ولاعبين..وأمام احتياج الدولة للمواهب من الشباب..والفشل فى الرياضة من الوصول لتحقيق تلك الغاية.. أعلن عن مشروع الدولة لاكتشاف المواهب الرياضية تحت رعاية الرئيس بإشراف الرقابة الإدارية والتى تنتوى أيضاً التنسيق بين الوزارات.. والذى انطلق.. الملاحظ أن هناك انضباطًا وجدية وعدالة للمتقدمين..تراجعت الوساطة وتوقفت المجاملات واختفى كارت التوصية..لاحظت أيضا أن الذين يقومون بالاختيار يؤدون عملهم باجتهاد وحماس.. ومن خلال المشروع الآن وآليات التنفيذ المنضبة.هناك جدول زمنى ببرنامج اختبارات فى كل محافظات مصر باستثناء سيناء.. الاختبارات فى لعبات رفع الاثقال، الملاكمة، تنس الطاولة، المصارعة، كرة اليد، الجودو، العاب القوى، كرة السلة، التايكونو.. الرقابة الإدارية هنا من تنحاز للموهوبين وتساندهم ليحصوا على حقوقهم فى رعاية الدولة..واعتقد أنها تحمى الموهبة من التلاعب والتزوير بمنح الفرصة لغير الموهوبين..الرقابة الإدارية بمجرد إعلانها عن بدء المشروع منع أى تلاعب بالمال العام..والأهم بث الخوف فى مفصلات المتربحين من المشروع من جهات مختلفة.. والملاحظ أيضا أن أهالى الموهوبين يشعرون بالسعادة..ليس المطلوب منهم الحصول على كارت توصية من موظف بوزارة الشباب أو جهات أخرى مهما كانت.. فى اختبارات المشروع القومى لاكتشاف المواهب الرياضية..الطريق مفتوح لمن يملك الموهبة..فقط ودون غيرها..وانتهى زمن الوساطة..وتوقفت تماما عملية سرقة أموال الدولة تحت أى مسمى..أتوقع نجاح عناصر المشروع فى تحقيق أهدافه.






