
احمد رفعت
اخرسوا.. فهذه النتيجة المنطقية للمشروعات الكبرى!
حتى اللحظة لم تنطلق كما ينبغى مبادرة الـ200 مليار جنيه التى خصصها الرئيس السيسى لقروض الشباب للمشروعات الصغيرة..صحيح حصل الكثيرون على قروض لكن تقف البيروقراطية عقبة فى انطلاق المبادرة كما أرادها الرئيس وكما نريدها معه.. وحتى اللحظة يبذل وزير التجارة والصناعة جهدا جبارا لإعداد قرى ومراكز صناعية بالصعيد لعدد كبير من المشروعات الصغيرة منها ما هو من مقررات مؤتمر الشباب بأسوان ومنها ما هو من خطة وزارته..والسؤال.. كيف انخفضت البطالة إذن من 13.9% إلى 11.1%؟ ما الذى جرى لتنخفض بهذه النسبة الكبيرة؟ ففارق الـ2.8 ليس قليلا لأنه لو تم حسابها من عدد السكان لكانت الحكومة وفرت 2.8 مليون فرصة عمل وإن تم حسابها من عدد القادرين على العمل لكان ما تم توفيره من فرص عمل نصف الرقم السابق تقريبا وإن تم حسابها بقسمة العاطلين على عدد القوة العاملة وضرب الناتج فى 100 لكان أيضا عدد ما تم توفيره من وظائف التشغيل كبير.. إذن كيف حدث ذلك من دون المطلب الذى يصر بعض المنتقدين للمشروعات الكبرى عليه؟ الإجابة ببساطة هى الوظائف التى خلقتها المشروعات الكبرى ذاتها والتى يصر هؤلاء على عدم استيعاب أنها الأصل فى توفير فرص العمل.. فمشروع واحد مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة شارك فيه ثمانون ألف عامل ومهندس ومحاسب وسائق التحقوا بالمشروع عبر مائتى شركة مدنية من شركات المقاولات المصرية..وعندما نعلم أن الإسماعيلية الجديدة تعادل ثلث المرحلة الأولى من العاصمة الجديدة لأدركنا حجم التوظيف الذى ستحققه المرحلة الأولى من العاصمة.. وعندما نعلم أن المرحلة الأولى هذه تعادل واحد إلى سبعة عشر من إجمالى مشروع العاصمة كله لأدركنا الحجم الإجمالى لفرص العمل الذى سيوفرها المشروع كله.. ولذلك عندما نعلم أن عدد المدن الكبرى الجارى العمل بها الآن لا يتوقف عند العاصمة وحدها إنما يشمل أيضا العلمين الجديدة والمنصورة الجديدة والسلام فى شرق بورسعيد والجلالة وناصر بغرب أسيوط وغرب قنا وتوشكى فضلا عن تجمعات أصغر فى 6 أكتوبر وغيرها لتأكدنا من السبب خصوصا أن هذه الوظائف ليست بالضرورة فى عدد العاملين فى بناء هذه المدن إنما فى المشروعات التى ستتحرك وتعمل بسبب العمل فى هذه المدن.. فهذه الإنشاءات الكبرى والتى تشمل مدنا بكاملها ستدفع بعجلة العمل فى صناعات الأسمنت وحديد التسليح والزجاج والسيراميك والبلاط والطوب والأسلاك الكهربائية والأدوات الصحية والسجاد والمسامير والمصابيح الكهربائية وعشرات الصناعات الأخرى التى ستدور تلقائيا بما يعنى أنها ستعمل بعد توقف أو تتوسع فى استثمارات جديدة.. وبما تدور معها حركة الاقتصاد كله.. وبما يستلزم معه أن من لا يفهم فى شىء.. لا يتحدث فيه.. أو باختصار.. يخرس!