الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنصار الإعلام الغربى

أنصار الإعلام الغربى






هل صحيح أن مصر تواجه مؤامرة من الإعلام الغربى؟ وهل ما يكتبه الإعلام الغربى عن مصر صحيح ونحن على خطأ؟ وهل المطلوب أن نعترف بكل ما يكتب عن مصر ونقر بأخطاء منشورة عندهم ونصححها؟ وهل هذه هى الوسيلة الوحيدة المناسبة حتى نصحح صورتنا فى الخارج؟ 

البعض يرى أننا على خطأ فى كل شيء، وأن ماينشر عن مصر فى الخارج هوصواب وحقيقى، وأننا لا نفعل سوى أننا نتهم ونسب ونهاجم، وأننا مصابون بثنائية التقرب من الغرب واتهامه بالتآمر، لذلك يرى هذا الفريق أننا خاسرون.
الحقيقة أن هذا المنطق الذى يعاود الظهور مجددا بعد اختفائه عقب ثورة يونيو يرتبط دوما بأى إجراء تتخذه الدولة المصرية من وسائل إعلام غربية تتجاهل وعن عمد قواعد المهنية وأسس العمل الصحفى وتستهدف الإساءة ليس أكثر.
أنصار هذه المدرسة ترى أن ما يُنشر فى الإعلام الغربى صواب وصحيح، وما ترصده دقيق وموثق، وأن المفروض علينا هوالاعتراف بالأخطاء وتصحيحها والتعامل مع ما يقال دون استعلاء والتوقف عن الرد على أى اتهام أو نقد بالاتهام فى المقابل.
أصحاب هذا المنطق الذين هم أساسا أنصار للإعلام الغربى يؤيدونه فيما يكتب ويعتبرونه صوابا وفى المقابل يرون أننا نتعامل بغلظة وعدائية، وهم لا يرون فى التغطيات الغربية أي تجاوزات للقواعد المهنية قدر ما يرون أننا الذين نهمل المهنية ونتعلق فى خيوط المؤامرة لنبرر أخطاءنا.
وحين يقر أنصار الإعلام الغربى بأن الصحافة العالمية الكبرى فى معظمها لديها موقف معارض من الحكم فى مصر، فإنهم لا يذكرون ذلك فى سياق رؤية نقدية للخلط بين السياسى والمهنى وإنما يرددونه باعتباره حق وعلينا احترامه، بينما فى كتاباتهم ينقدون وسائل إعلامنا باعتبارها مؤيدة للحكم وبالتالى هى فاقدة للمهنية.
التساؤلات والرؤى النقدية لأنصار الإعلام الغربى ضد إعلامنا ليست مُختلقة وإنما هى من نصوص مقالاتهم فى صحف ومواقع إخبارية مصرية وبعضها أجنبى وهم يعتبرون أن انتقادات إعلامنا لسياسات وإجراءات عنصرية يقوم بها الغرب مجرد أحاديث خارج الموضوع وتضر بنا ضررا شديدا بينما أحاديثهم عن أوضاعنا صحيحة تستوجب التصحيح.
وتُمثل واقعة «زبيدة» أكثرمظاهر انحياز هؤلاء للإعلام الغربى، ولأنهم لا يستطيعون تبريرها فإنهم يتعاملون بمنطق «كلانا من الوارد أن يخطئ ويصيب» و«لا يجب أن ننطلق من أننا على حق وهم على باطل». 
وبدلا من الإشادة بالرد المهنى لهيئة الاستعلامات على تقرير» بى بى سى «يقومون بالترويج لوكالة أمريكية انتقدت التقرير المصرى معتبرين ذلك دليلا على فشلنا وتكرار أخطائنا مقابل صحة الإعلام الغربى الفاقد لكل معايير المهنية.
ويكرر هؤلاء فى كل مكان أن الإعلام الغربى لا يهتم بأوضاعنا ولا ينشغل بنا وأننا نعيش أحلام المؤامرات، وفى الحقيقة فإن ادعاءاتهم ساذجة، فلوكان الأمر كذلك لماذا تنشغل كبريات الصحف الغربية يوميا بقصة مُفبركة أو مُضخمة عن مصر.
لانريد مساندة من الإعلام الغربى إنما فقط المهنية فى نقل الوقائع ولأنصارهم فى مصر نسألهم عن حُمرة الخجل والتوقف عن الانبطاح والانسحاق أمام الغرب.