
حازم منير
زيارة خاصة جدا
وصل أمس ولى العهد السعودى محمد بن سلمان إلى القاهرة فى زيارة رسمية أولى لمصر وهى أول زيارة خارجية خارج بلاده منذ توليه منصبه فى يونيو الماضى، وسيتوجه بعد القاهرة الى لندن وواشنطن فى زيارة مرتبة سلفا .
المؤكد ان الزيارة تعد جزءا اصيلا من سياسة التنسيق والتواصل الدائم والعميق بين البلدين، والواضح أنها مُرتبة ومقصودة أن تتم قبل توجه سمو ولى العهد الى العاصمتين البريطانية والأمريكية لمباحثات لم تتحدد أو تُعلن عناوينها إعلاميا حتى الآن.
البيت الأبيض يحاول الترتيب لعقد قمة خليجية فى كامب ديفيد يونيو المقبل، لكن مصادر أمريكية قالت عبر وسائل إعلام عدة: إن قمة الكامب لن تنعقد إلا إذا تمكن قادة الخليج من إنهاء ملف قطر.
زيارة بن سلمان للقاهرة بالقطع تتم فى سياق التنسيق مع مصر قبل لقاء قادة بريطانيا وواشنطن وتحديد الموقف فى شأن مقاطعة قطر ومطالبتها تبنى سياسات وقرارات تتعلق بـ 13 بندا اتفقت عليها المملكة والامارات والبحرين ومصر.
إذن لم يعد هناك مجال لمرددى شائعات؛ برود وجفاء فى العلاقات بين القاهرة والرياض، أو أن المملكة تتجه لتتبنى سياسات جديدة ومواقف مختلفة تجاه جماعة الإخوان الإرهابية سيترتب عليها خلافات عميقة مع مصر .
ولأنها الزيارة الأولى لولى العهد السعودى فإنها بالقطع ستبحث عميقا فى تطوير وتدعيم العلاقة بين البلدين فى مجالات مختلفة وكيفية تطوير ما تم الاتفاق عليه مسبقا.
الزيارة ستستغرق ثلاثة أيام، والمؤشرات تقول إن ملفات مثل الإرهاب والتوترات الاقليمية فى سوريا واليمن ومن الجانبين الإيرانى والتركى بالقطع ستُطرح على مائدة اللقاء.
المؤكد أن التوترات الإقليمية تزايدت فى الآونة الأخيرة وباتت بعض الملفات مثل السورى اما قيد الحل أو الانفجار بعد تعقد خيوط المفاوضات السياسية بين الأطراف المختلفة.
أعتقد أن لقاءات القاهرة ستمثل علامة مهمة فى العلاقات بين البلدين على خلفية متانة العلاقات بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وبين ولى العهد محمد بن سلمان، وربما تنتهى بنتائج تزيد من تعميق العلاقات الاقتصادية بين العاصمتين.
المؤكد أن وجود بن سلمان فى القاهرة سيمثل أزمة عويصة ومُعتبرة لوسائل إعلام الإرهاب فى أسطنبول والدوحة الذين يٌحاولون اختراع أى موقف لإلقاء الضوء عليه وتضخيمه باعتباره مساحة خلاف بين العاصمتين وهى المحاولات التى باءت جميعها بالفشل بسبب ارتباطها بخيالات مروجيها وليس بواقع معاكس يؤكد متانة العلاقات بين البلدين.
فى المقابل يتعامل الأمير سلمان مع ملفات عدة فى بلاده انتجت ردود فعل إيجابية سواء من النواحى التنموية المستقبلية أو المجتمعية أو ما يتعلق بحقوق المرأة التى بدأت تسترد العديد من حقوقها فى مجالات عدة.
زيارة بن سلمان إلى مصر تسبق جولة دولية مهمة للرجل، وتتقاطع مع تطورات مهمة اقليمية ودولية، وفى توقيت تحقق فيه القاهرة تقدما اقتصاديا وتمكنت من تحقيق نجاحات مبهرة ومهمة ضد الإرهاب فى سبيل القضاء عليه، لذلك هى زيارة خاصة جدا فى مسيرة العلاقات بين القاهرة والرياض.