الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطفل العربى فى عصر الثورة الصناعية الرابعة

الطفل العربى فى عصر الثورة الصناعية الرابعة






من الأشياء الجيدة التى سعدت بحضورها الأسبوع الفائت المائدة المستديرة التى أقامها المجلس العربى للطفولة والتنمية تحت عنوان «تمكين الطفل العربى فى عصر الثورة الصناعية الرابعة» وذلك تحت رعاية صاحب السمو الملكى الأمير طلال بن عبدالعزيز، واستمرت المائدة المهمة جدا لمدة يومين من النقاشات المهمة والجادة حول واقع ومستقبل الطفل العربى فى ظل الصراع التكنولوجى الكبير الذى يتسابق العالم الرقمى الآن ليحققه، والسؤال الذى ناوشنى ويظل يؤرقنى ويؤرق الحضور المتميز لعدد كبير من الشخصيات التى كانت على مائدة الحوار؛ كيف نمكن طفلنا العربى من الدخول لعصر الثورة الصناعية الرابعة ؟ خاصة أنه يمتلك فى يده وسيلة الدخول الرقمي، فالطفل  العربى يتعامل الآن ليلا ونهارا مع الموبايل الذى صار جنى العصر الحديث وصار الجيل الجديد الذى ينتمى إلى الجيل Z  جيلا له انفوسفير خاص به وهى  بيئة تكنولوجية صارت تميزه عن الأجيال السابقة، جيل يتعامل مع الصحافة الإلكترونية الجماعية  معتمدا على فيس وتويتر وويكيبديا، هذا الجيل الذى ولد Onlife  كما يؤكد الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم السابق، والشيء المزعج الذى سيظل يقلق هذا الجيل أن الأجهزة من المحتمل أن تتعامل مع بعضها البعض مباشرة دون الحاجة ليد الإنسان ليضغط على الكيبورد أو يستخدم الماوس، وقد قدم لنا د جيفارا البحيرى تصورا مذهلا لتعامل تلك الأجهزة من خلال محاضرته القيمة عن الذكاء الاصطناعى الذى فى طريقه للتطور حتى يعلن انقراض الجنس البشرى عام 3600، هل يحدث ذلك  فى ظل هذا التطور الكبير والمذهل، ولم لا؟
فى ظل سيطرة الرقمنة  وهذا التطور ،هل تجد  الفنون طريقها لكى تقوم بدور يخفف من وطأة هذا الجفاف الروحى الذى سيواجه البشرية، فكانت الفنون واحدة من المحاور الأساسية التى تعاملت معها المائدة المستديرة وخاصة المسرح وبالطبع مسرح الطفل وتحدث فيها الدكتور محمود نسيم حول مسرح الطفل فى مصر؛ وأشار فى ورقته إلى المسرح المدرسى ومسرح الطفل بالثقافة الجماهيرية والمسرح القومى للأطفال ومسرح العرائس، وأقترح عمل ورشة لمسرح الطفل، كما تناولت الدكتورة منى أبوسنة أستاذ الأدب الانجليزى بجامعة عين شمس تجربة الطفل مبدعا وأكدت أن الحرية هى البيئة الصالحة لإنتاج طفل مبدع قادر على التعامل مع العصر الجديد والثورة الصناعية الرابعة، كما تناول د كمال نجيب تجربة تعلم المنطق والفلسفة للأطفال حيث كان الهدف فى النهاية تعلم الطفل للحوار والتفلسف وليس تعلمه مجموعة معارف أو محتوى، وتناول د شريف قنديل مبادرة التعليم الإبداعى للعلوم، وتناول د . صموئيل نبيل فى ورقته «الطفل والمواطنة» الدور الذى يجب أن نلعبه ليكون كل الأطفال متساوين وشركاء فى الوطن .
وقامت الورشة بشراكة عدة جهات مع المجلس العربى للطفولة والتنمية مثل المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع، وقد شارك من خلال تجربة المركز القومى للطفل برئاسة مرفت مرسى ولجنة التربية برئاسة أ. د شبل بدران ولجنة ثقافة الطفل برئاسة الكاتبة نجلاء علام، وشارك أيضا فى المائدة برنامج الخليج العربى للتنمية ومركز حوار وإدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية .
وبعد جلسات عمل متواصلة لمدة يومين كان النجاح حليف هذه المائدة التى كانت تحت رئاسة الأستاذ الدكتور حسن البيلاوى الأمين العام للمجلس العربى ومجموعة عمل مكونة من د إيمان بهى الدين والمهندس محمد رضا فوزى والمترجمة مروة هاشم وآخرون.