
كمال عامر
اغتيال شيكابالا
شيكابالا لاعب مميز بدون شك هو من أمهر الموجودين بالملاعب المصرية.. مكسب كبير ليس للزمالك بل للعبة والمنتخب الوطني.
أخطأ شيكابالا نعم.. وهو هنا يستحق العقاب بالصورة الرادعة.. خاصة أنه أهان مدربه حسن شحاتة بالاعتراض العلنى على قرار خروجه وهو أعطى الفضائيات والبرامج الرياضية مبررًا لتوسيع الفجوة بين اللاعب والمدرب.. الإعلام الأحمر وجدها فرصة.. والأبيض كعادته لم يعلم كيف تنتهى تلك الأزمة المسجلة بالصوت والصورة.. وسط توقف النشاط الكروى وجدت الفضائيات فى قصة شيكا- شحاتة فرصة للعودة إلى الجماهير وزادت فى الحديث حول لقطة رفض اللاعب لقرار مدربه.. الصحافة الرياضية دخلت على الخط.. وانقسم الجميع حول الموقف، وساهمت بعض الأقلام فى نقل الحكاية أو المشكلة إلى المنتخب الوطني.
إذا تعالوا نناقش الموضوع بهدوء شيكابالا أخطأ.. نعم وشحاتة يستحق أن يعالج الموقف كما يراه. حتى لو قرر أو أقدم على قرار باستبعاد اللاعب تمامًا بعرضه للبيع. هو حر فى قراره لكن عليه أن يدرك بأن عرض اللاعب الآن وبالشكل الذى يحدث فقد صور اللاعب على أنه قليل الأدب لا يحترم مدربه غير ملتزم هنا، هذه الصفات كافية لان يمتنع أى نادٍ فى العالم عن شراء شيكابالا.. لكن من الممكن أن تتم معالجة الموضوع أولا ثم عرض اللاعب للبيع وهو ما يؤدى إلى تعويض مالى عادل مقابل خدمات اللاعب وأيضًا ضمان لعلاقة جيدة وصحية بين اللاعب وإدارته الجديدة فيما لو تم إنهاء إجراءات البيع أو الإعارة.
إذا سيناريو معالجة مشكلة شيكا-شحاتة سيؤدى بدون شك إلى خسارتنا للاعب.. انتصار وهمى لأخلاق حسن شحاتة والأهم أننا سندرك هذه الجريمة بعد فوات الأوان كعادتنا.. لكن الحل.. هو إدراك خطورة سيناريو إعدام شيكابالا والذى ينفذ حاليا سواء بقصد أو دون قصد. وليس من العدل أن تكون نهاية لاعب بحجم شيكابالا على هذا النحو.. نعم هناك خطأ وجريمة تربوية. سموها زى ما أنتم عاوزين!
«تسموها».. «سموها».. لكن تبقى نقطة. وهى ضرورة أن يتدخل العقل لتحديد مسارات الاختيارات كفاية عواطف وهى عملية أدت بنا إلى توهان متعمد!
تعالوا نبدأ مع مصر الجديدة.. نناقش الموضوع بعقلانية. نعلم الاتجاهات ونحسبها صح مرة! الخسائر التى تصيب الرياضة المصرية أو غيرها ترجع إلى غياب العقل وحالة التوهان التى نعيشها!
والاعتماد على العواطف فى معالجة أمورنا فهل نفعلها مرة ونتعلم ونناقش فيها موضوعاتنا ومشاكلنا بعقلانية.
السياسة ليست بعيدة عن الرياضة أو الاقتصاد أو حتى الفن. هى الغطاء أو الوعاء لكل تلك القطاعات. هذا يدفعنا إلى ضرورة المساهمة فى وضع حلول العملية السياسية لتستقيم فى السير بالطريق الذى نصل من خلاله كشعب إلى آمالنا وأحلامنا والمشاركة من جانب الرياضيين يجب أن يكون الآن وليس الغد.. لا يمكن أن تتم صياغة قوانين لكل أوجه الحياة ونحن بعيدون عنها ثم نفاجأ بها قبل غيرنا.. المشاركة هى الطريقة الأفضل على الأقل لنعلم ماذا يدور حولنا.