الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفلوس.. الفلوس

الفلوس.. الفلوس






هوجة النجم عبدالله السعيد واحتمالات انتقاله من الأهلى بشكل عام أو الى الزمالك بشكل خاص وما أثارته من ضجة وجدل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إنما لها مواصفات خاصة جدا.

فى الماضى وحتى القريب كانت المسألة فى قدرة اللاعب التخلى عن ناديه الذى تربى فيه أو اكتسب نجوميته من خلاله، والقدرة على مواجهة ناديه بعد انتقاله إلى أى من المتنافسين، وكان الجميع يستهجن الانتقال باعتباره خيانة للمبادئ والانتماء وخلافه.
الجديد فى قصة عبدالله السعيد «الفلوس» وقيمة المبلغ المعروض عليه والذى لا يستطيع ناديه الأصلى توفيره، والحوارات كلها تدور حول «الفلوس» أولا وأخيرا .
كثير من مذيعى التوك شو الذين تناولوا الأمر كان تركيزهم على الفلوس، وعلى قيم العصر الجديد، عصر الاحتراف، وحق اللاعب فى انتهاز الفرصة، وأن السوق عرض وطلب والفوز لمن يدفع أكتر، وبالتالى فاللاعب من حقه ان يبحث عن الاعلى.
نحن فى عصر «الاحتراف» وهو يعنى وفقا لمنطق هؤلاء ان اللاعب أصبح سلعة وما يتحكم فيه هو الفلوس وقواعد العرض والطلب فقط بغض النظر عن أى قيم ومبادئ .
بعيدا عن أى قيم ومبادئ معناه أيضا وبمنتهى الهدوء والبساطة «سيبك من وجع القلب اللى ما بيأكلش عيش ده وركز فى  منافعك الشخصية واضرب بعرض الحائط أى أمور أخرى».
لست مبالغا حين أتحدث عن هذه التفسيرات، بالقطع لا يمكن أن تمنع احدا من تحقيق مصلحة، لكنك لا يمكن ايضا فى المقابل قبول هذا المنطق الرخيص الذى يحول الإنسان إلى سلعة وعبد للمال وأن تطرح هذه الفكرة وتروج لها بين الشعب.
حسنا.. ما الذى يمنع المُعلم اذن من اقتناص الدروس الخصوصية التى تدر له دخلا اعلى بكثير من راتبه، وبالتالى لماذا نهاجم المدرسين ونطالب الحكومة باتخاذ إجراءات ضدهم، وما الذى يمنع أن تمتد هذه المفاهيم لمجالات أخرى أكثر خطورة .
الحكومة فى نفس مكانة مجلس إدارة النادى الأهلى، هى تملك دخلا محددا ولا تستطيع الوفاء بكامل الاحتياج لكل فئة، كما لا يستطيع النادى الاستجابة لكل مطالب عبدالله السعيد.
من قال إن الانسان يعيش حياته لجمع المال فقط وهو يخسر فى المقابل حب الناس له والتفافهم حوله، ومن قال إن المصلحة تتعارض مع القيم والمبادئ، ومن قال إنك تستطيع الحياة بالمنفعة فقط.
البعض سيعتبر هذه الرؤية سذاجة أو افراطا فى المثالية، لكنها فى الحقيقة هى جوهر حياتنا، فمن حقك أن تبث عن مصلحتك ومستقبلك ولكن دون افراط ينتهى إلى أن تخسر كل من حولك.
الحديث هنا ليس على النجم عبدالله السعيد، وإنما حول ما تداعى عن هوجة اللاعب وما ترتب عليها من جدل وحوارات، وأخشى القول ما سيترتب عليها مستقبلا من تداعيات أكثر سلبية.
الحقيقة مش فاهم اى قيم ومبادئ نروج له.. حاجة تقرف.