الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الهيئة السرية للانتخابات

الهيئة السرية للانتخابات






تلقيت رسالة الكترونية عبر بريدى الشخصى قبل أسبوع تقريبا، وبعد اطلاعى عليها قررت إدراجها فى قسم أطرف رسائل بريد الكترونى تلقيتها فى حياتى. الرسالة تطلب منى الاشتراك فى الانتخابات الرئاسية التى سينظمها هؤلاء الداعون عبر إنترنت، من خلال إجراءات محددة مطلوب اتباعها للتصويت على قائمة بها كل الأسماء التى تردد أنها تنوى الترشح أوالأسماء التى أرى أنا إضافتها والتصويت لصالحها.
اعتقد عزيزى القارئ أنك فهمت الآن وبسرعة ودون الخوض فى التفاصيل لماذا قررت إضافة هذه الرسالة إلى قسم الطرائف والعجائب الإلكترونية.. ومع ذلك فقد قررت أن أناقش الأمر معك، فهذه اللعبة وغيرها من الألعاب كلها تؤكد أن أعداء الدولة الوطنية وثورة 30 يونيو مصممون  على المضى قدما فى مخطط الإساءة للانتخابات الرئاسية، ولم ينتبهوا إلى أنهم يقدمون لنا يوما بعد يوم دليل ضعفهم وفشلهم.
الأساس فى أى انتخابات أنها علانية تتم على مرأى ومسمع من الناخبين بإجراءات علانية مقررة رسميا ويتم إعلانها على الكافة ليعلم بها الجميع ويتابعون تنفيذها بإجراءات أيضا علانية.
والانتخابات تتم فى إطار هيئات رسمية ينظم تشكيلها القانون ويحدد قواعد عملها ومهامها، ولا بد أيضا أن يتم كل ذلك فى إطار من العلانية للتأكد من صحة الإجراءات وحيادية التشكيل المشرف على الانتخابات واستقلاليته.
أصحاب الانتخابات السرية الإلكترونية ذكروا أنهم سيمنحون المنظمات الدولية فرصة مراقبة الإجراءات وعملية التصويت للتأكد من نزاهتها وهو أمر مثير للسخرية والتعجب.
كيف ستتم مراقبة الانتخابات السرية، وبافتراض الحديث عن أدوات الكترونية فكيف سيتابع المراقبون عملية التصويت من مختلف بلاد العالم عبر إنترنت، وأين مقار الاقتراع التى سيتابع منها المراقبون عملية التصويت؟.
منظمة الانتخابات السرية لم تذكر لنا فى رسالتها اسما واحدا فقط على سبيل المثال يمكن الرجوع له كمصدر للمعلومات والخريطة الانتخابية والإجراءات وخلافه.
وإمعانا فى السرية لم تذكر لنا الرسالة اسم مدينة سيتم العمل رسميا منها، أو اسم دولة يمكن الوصول لها لمتابعة العملية، فقط أوردت لنا رقم حساب على «واتس آب» مسجل على هاتف من الولايات المتحدة الأمريكية للتواصل معه.
نحن أمام مأساة مضحكة مبكية فى آن، فمن ينتقدون الانتخابات الجارية الآن فى مصر ويصفونها بكل سوء يعلنون أنهم سينظمون انتخابات موازية تتوافر فيها كل ملامح ومعانى الانتخابات السرية الفاقدة لكل معانى المصداقية والعلانية المطلوبة.
المضحك أن واحدا من الأسماء التى وردت فى رسالة الانتخابات السرية لم يتقدم للترشح أساسا وتم منعه إنما بعضهم تراجع لأسباب تخصه، والبعض لفشله فى تلبية قواعد الترشح، والبعض لمخالفته القانون من تلقاء نفسه، والبعض تخوفا مما قال إنه احتمالات لمؤشرات بالانحيازات ضده، وهى فى الحقيقة لو دققنا الأمر لاكتشفنا أنها كلها أخطاء من جانب أصحابها أو مجرد مشاعر ومخاوف، لكنهم بالأساس لم يترشحوا ولم يتم منعهم.
الهيئة السرية للانتخابات أعلنت أنها ستعلن أرقام المصوتين المشاركين عبر إنترنت على مستوى العالم بعد انتهاء العملية الانتخابية وأنا واثق من الاسم الذى سيعلنونه فائزا.