الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مناهضون لا معارضون

مناهضون لا معارضون






أصابت أحداث يناير 2011 الواقع المصرى بتشوهات عديدة وأوقعت فى صفوف المشهد العام انقسامات وأنتجت توصيفات يصعب تصورها أو فهمها لمن هو بعيد عن واقعنا وما يجرى فيه من أحداث.
و لعل توصيف الخارج لجماعات الاحتجاج السياسى فى مصر بأنها حركات معارضة سياسية واحدة من هذه الاختلالات والتشوهات التى نعيش فيها وتسبب فى مشكلات عدة متنوعة.
الواقع يقول إن هذه الجماعات لا تعدوا اكثر من حركات مناهضة للدولة المصرية وهى لا تهدف الى مواجهة الحكومة أو الخلاف مع سياساتها ولا تسعى إلى إسقاط الحكومة وتولى مكانها بديلا عنها إنما هى جماعات تسعى إلى اسقاط الدولة وإقامة دولة بديلة عنها.
ربما يندهش البعض لكن الأمر حقيقة حاصلة بالفعل فهذه الجماعات التى يطلق عليه الخارج جماعات المعارضة السياسية لا تشارك فى اى انتخابات عامة سواء رئاسية أو برلمانية أو محلية ولا حتى اتحادات طلابية والسبب أنها تنكر الدولة بمن عليها وتسعى إلى إسقاطها.
يفسر هذا التوجه خسارة هذه الجماعات لكل المعارك التى تخوضها فهى لا تملك تصورٍا سياسيا ولا وسائل للعمل وسط الناس وهى تنكر توصيف ناخب لأنها لا تهتم بالصوت الانتخابى كونه جزءًا من أدوات الدولة التى تسعى إلى إسقاطها ولو نتابع معًا ما جرى فقد خسرت هذه الجماعات منذ يناير 2011 وحتى الآن لصالح القوى التى تملك تصورا سياسيا حقيقيا.
ولا تبعد جماعة الإخوان الارهابية كثيرا عن جماعات الاحتجاج السياسى فقد كانت ولمرحلة طويلة تزرع نفسها وسط صفوف المعارضة السياسية وتعتبر نفسها كما الاحزاب السياسية حتى كشفت وجهها الانقلابى على حلفائها وعلى المجتمع وأثبتت أنها أيضا من الجماعات المناهضة للدولة الوطنية الساعية الى اسقاطها وإقامة دولة المرشد بديلا عنها.
لذلك تتقارب جماعات الاحتجاج السياسى المناهضة للدولة مع الإخوان الارهابية حيث تتطابق أهدافهم ووسائلهم وطبيعة معاركهم بل علاقاتهم الدولية ايضا ويلاحظ انها علاقات ذات خصوصية مع دول محددة ولا تمتد الى غيرها.
إذن فإن توصيف الإعلام المصرى لهذه الجماعات وانتقادها باعتبارها معارضة مكروهة وثيقة الصلة بالخارج هو توصيف غير صحيح وهو تشويه للمعارضة السياسية المصرية وضرب لها فى مقتل ويسيء لتصورات مهمة مستقبلية مفترض حدوثها.
فى الأغلب فإن طبيعة المرحلة التى نعيشها وما انتجته من أزمات ومشكلات عويصة جديدة على المجتمع المصرى عكست نفسها على المشهد السياسى حيث انضمت أحزاب المعارضة فى جبهة واحدة مؤيدة للرئيس فى مواجهة محاولات إسقاط الدولة الوطنية.
تراجع انتقادات أحزاب المعارضة التى يعتقد البعض أنها لم تعد كذلك لا يرتبط أبدا بتخليها عن رؤاها السياسية ومعارضتها لبرامج حكومية إنما هو اختيار لأولويات وإعادة ترتيبها  وتعديل فى مواقفها للحظات تاريخية محددة.
فى ظنى أن البعض من دول العالم لا يفهم هذا المتغير فى الواقع المصرى أو بالأحرى البعض لا يريد أن يفهمه والهدف الإبقاء على صفة المعارضة السياسية للقوى المناهضة المصممة على النشاط خارج إطار القانون حتى يجد مبررًا لدعمها.
الولاية الرئاسية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتبطة بتقاطعات فى المشهد العام دفعت أحزاب المعارضة إلى ممارسات غير تقليدية أضعفت الصوت المعارض.
لا تخلطوا بين المعارضة وبين هذه الجماعات المناهضة للدولة المرتبطة بالخارج.