الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم صناعة التاريخ

يوم صناعة التاريخ






غدا تنطلق الانتخابات الرئاسية فى الداخل وسط أجواء غير مسبوقة فى تاريخنا المعاصر، وهى انتخابات تحدى بكل معانى الكلمة، وأكرر هنا مقال نشرته فى عدد 22 فبراير الماضى عن الانتخابات لا أجد كلمات أخرى  تتوافق مع الحدث الذى نعيشه.. وإلى نص المقال:
البعض يعيش حالة عبث حقيقية ويتعامل مع الأحداث المحيطة بلا مبالاة واستهتار بالغين والبعض الآخر يتعمد أن يُرسل بالمجتمع الى هذا الطريق المريض فيقطع على الوطن مستقبله ويدك كل حصون الإنجازات والنجاحات التى تتحقق.
فى منظومة الدول المواطن هوالعنصر الأضعف دائما فهو يتلقى القرارات من الحكومة والتشريعات من البرلمان والرؤى السياسية والمواقف من الأحزاب ويعمل كل طرف على دعوته واجتذابه الى صفوفه ومناصرته تجاه الآخرين فى إطار المنافسة على الأغلبية.
اللحظة الوحيدة التى يمتلك فيها المواطن قوته ويتحول إلى المارد المتصدر للمشهد وتجرى كل الأطراف خلفه لتكسب وده ومساندته ودعمه هى لحظة الانتخابات التى يختار فيها الناخب من يمثله ويقرر أى اتجاه يجب أن يسود وأى سياسة يقبل بها.
فكرة الانتخابات كلها من أول التشريعات ذات الصلة والقرارات الادارية المنظمة للإجراءات والهيئات المعنية بالإشراف عليها والمنافسات الانتخابية والحملات الدعائية ومقار الاقتراع وفرق المراقبة وجماعات القضاء المشرفة والطعون فى المحاكم وتأمين المقار كل هذه الحالة التى تتكلف مئات الملايين وربما تصل للمليارات من الجنيهات تم ايداعها حتى يمارس المواطن الغلبان الضعيف حقه مرة كل أربع أو خمس سنوات بإرادة حرة ومستقلة ويختار ما يشاء ومن يريد.
أظن أنه من الخبل أن تطالب مواطنا بحرمان نفسه من اللحظة التى يقرر فيها بنفسه ماذا يريد ويفرض على الحكومة والبرلمان والأحزاب ما يجب أن يحدث بإرادته الكاملة ومن دون ضغوط أوتزييف.
هوالعبث أن تطلب من مواطن عدم المشاركة فى الانتخابات وتحرمه من كل هذه الميزات وتمنعه من ممارسة حق اصيل تقوم عليه فكرة الانتخاب والاختيار.
المشاركة أساس للمجتمع، وأنت حين تدعو الناس للمشاركة فى الانتخابات وتطالبهم بالتوجه لصناديق الاقتراع فإنك تخبرهم وبوضوح أنهم يشاركون فى عملية التنمية وحماية مستقبلهم فالاختيار سيحدد من سيقود البلاد ويضع السياسات الاقتصادية المدعومة من الناس.
المشاركة فى الانتخابات دعوة لممارسة كل مواطن دوره فى استكمال بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية وتدعيم للدولة الوطنية وحمايتها من المخاطر التى تتهددها.
المشاركة فى الانتخابات والتدفق على مراكز الاقتراع رسالة من المصريين إلى قوى الإرهاب وأنصارهم وأبناء مدرسة الفوضى برفض الشعب دعواتهم وتوجهاتهم ونبذ العنف والإصرار على مواجهة الإرهاب ومحاولات إسقاط الدولة الوطنية.
المشاركة فى الانتخابات بكثافة رسالة إلى العالم كله بتمسك الشعب بالبناء الديمقراطى للدولة وبالوسائل الديمقراطية وسيلة للتعبير وبناء الدولة وصناعة المستقبل وتأكيد على استمرار مسيرة التنمية ورفض العنف والإرهاب.
المشاركة رسالة لكل من حاول التشكيك فى هذا الشعب أنه يلتف حول قيادته السياسية بإرادته ويدعمها فى كل تحركاتها الخارجية والداخلية.
المشاركة تعنى أننا مستمرون كشعب فى صناعة التاريخ.