الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«حلاوة روح»

«حلاوة روح»






قبل انطلاق الاستحقاق الرئاسى 2018، بـ48 ساعة تقريبا، جاءت العملية الفاشلة باستهداف مدير أمن الإسكندرية.
العملية الإرهابية لا تخرج عن كونها محاولة لبث الرعب فى نفوس الناخبين، ومنعهم من النزول لصناديق الإنتخابات على مدار الأيام الثلاثة اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء.
المثير أن رد الفعل كان درسا جديدا للإرهابيين، الناس فى الإسكندرية خرجت لمكان الحادث، هتفت تحيا مصر، رددت: «حتى لو القنابل فى اللجان هنخرج ونصوت ونحتفل».
الهدف كان تهديد المصريين على أمل عدم نزولهم  الانتخابات، والنتيجة كانت مزيدا من الإصرار على المشاركة.
كثافة الحضور والمشاركة تعنى انتهاء هذه التنظيمات للأبد - نعم لا توجد دولة فى العالم تقضى على الإرهاب بنسبة 100% لكن ما يحدث فى مصر هو بالفعل بمثابة النهاية لهذه التنظيمات.
المشاركة فى الانتخابات وكثافة الحضورهما رصاصة الرحمة الأخيرة التى ستقضى عليهم تمامًا.
العملية الفاشلة سواء جاءت من ذئاب منفردة أو مخطط لها، كشفت أن التنظيمات الإرهابية تعيش مرحلة «حلاوة روح».
فوضع قنبلة أسفل سيارة متوقفة، تعد مؤشرا واضحا على ضعف هذه التنظيمات، كما أن المواد التى تم تصنيع منها القنبلة دليل آخر على نجاح  الأمن فى  التضييق على هذه الكيانات الإرهابية.
والمتابع للدراسات الأمنية المهتمة برصد وتحليل العمليات الإرهابية فى العالم، وليس مصر فقط، يجد بسهولة أن المؤشرات كلها تشير إلى قرب نهاية هذه التنظيمات فبحسب هذه الدراسات فإن العام الماضى  2017 شهد تراجعًا كبيرًا فى عدد الهجمات الإرهابية، ليصل إلى أقل من نصف عدد الهجمات التى وقعت فى 2016.
 فخلال الفترة من يناير حتى نهاية 2017 وقع ما يقرب من 332 هجومًا إرهابيًا فى مصر، مقارنة بـ807 هجمات إرهابية وقعت خلال العام 2016.
سقوط عدد كبير من قيادات الأفرع الثلاثة للتنظيمات الإرهابية، على أيدى الأمن  أسهم فى هدم جزء كبير من البنية التنظيمية لهذه الجماعات، ما ترتب على ذلك تراجعًا فى العمليات الإرهابية داخل المحافظات خاصة القاهرة، حيث نجحت قوات الأمن فى إبطال العديد من العبوات الناسفة ضد المدنيين فى الشوارع والميادين العامة.
الدراسات الأمنية  تكشف أيضا أن التطورات التى شهدتها مصر خلال الشهر الماضى خاصة العملية الشاملة سيناء 2018، تؤكد أننا نواجه  نشاطًا إرهابيًا له ثلاثة أفرع.
داعش وخلاياها وفروعها التى نجحت قوات الأمن ممثلة فى الجيش والشرطة فى حصر عملياتها فى جزء صغير من شمال سيناء لا يتعدى 50كم - مساحة سيناء تزيد قليلا على 600 كم - وجاءت العملية سيناء لتقضى على البقية الباقية من هذا التنظيم.
والثانى الجماعات الأقرب إلى تنظيم القاعدة، مثل «جند الإسلام» والتى كانت قد عادت للظهور فى سيناء بعد اختفاء استمر 4 سنوات تقريبا، وتولتها أيضا قوات تنفيذ القانون وباتت مقطوعة الأذرع والدعم.
وأخيرا الجماعات المنبثقة عن الإخوان الإرهابية مثل «حسم»، و«لواء الثورة»، وكيانات أخرى صغيرة بأسماء مختلفة، وهذه استطاع الأمن الوطنى اختراقها وتنفيذ عدة عمليات استباقية كبدتها بالفعل خسائر فادحة وباتت هى الأخرى فى طريقها للنهاية.
الخلاصة: إن العملية الإرهابية فى الإسكندرية، أمر متوقع فليس من الصعب، زرع عبوة ناسفة أسفل سيارة.
ولن أكون مزايدا إن قلت، إن هذه العملية تدل على نجاح قوات الأمن فى السيطرة على الوضع، وانهيار التنظيمات الإرهابية، وأنها عملية تثبت تراجع  هذه التنظيمات ،وأنها باتت لا تمتلك القدرة على شراء معدات وتقنيات جديدة.
الخلاصة أيضًا،إن نزولنا جميعا ومشاركتنا بكثافة فى الانتخابات الرئاسية، سيكون بالفعل بمثابة رصاصة الرحمة الأخيرة على هذه التنظيمات الإرهابية.