الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«أنت متراقب»

«أنت متراقب»






كام مرة بتتكلم فيها مع صحبك عن نوع معين من الملابس أو السيارات ، وبعدها بساعات لقيت «فيسبوك» مرشح لك أماكن للشراء؟!
كم مرة أنت وزوجتك وأولادك أتكلمتوا عن المصيف، وبعدها طوفان من الإعلانات بترشح لك أماكن للسفر؟!
الحكاية مش صدفة، أنت فعلا متراقب، حتى لو أخدت الموضوع بهزار.
فضيحة تسريب أو سرقة بيانات ملايين المستخدمين لموقع التواصل الاجتماعى العملاق (فيس بوك) تؤكد أن حضرتنا متراقبين.
صورة الأخ، مارك زوكربيرج،  الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك والتى نشرها فى 2016 من موقع عمله  ظهر فيها الموبايل بتاع سعادته ومغطى كاميرا وسماعة الصوت بشريط صغير.
الصورة كانت بمناسبة وصول مستخدمى واتساب إلى 500 مليون مستخدم نشط شهريا،أكثر من 80% من المستخدمين هم من خارج الولايات المتحدة، لاحظ الأرقام جيدا 500 مليون مستخدم ،80% منهم خارج أمريكا!
قبلها بتسعة أشهر ظهر الأخ مارك فى صورة فى مكتبة، واللاب الخاص به أيضا مغطى الكاميرا بشريط صغير.
بالتأكيد الأخ مارك مش مغطى الكاميرا والسماعة شياكة وروشنة.
الأخ مارك مش مهووس بالأمن لاسمح الله ، الأخ مارك متأكد أن الجميع ممكن يتراقب وبسهولة فيأمن نفسه.
الأخ مارك متأكد أن ممكن يوصلوا لك حتى لو مش بتستخدم الموبايل أو اللاب، مجرد وجودهم يعنى أنك تحت السيطرة.
من أيام شغالة فضيحة تسريب الرسائل والمكالمات، من فيس بوك، وتعد الأخطر والأسوأ فى تاريخ (فيس بوك) منذ تأسيسه عام 2004.
 الفضيحة  لا تتعلق فقط باستغلال بيانات بعض مستخدمى الموقع للتأثير على أحداث سياسية معينة كما حدث فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة - أيوه يا أفندم المعلومات المسربة استخدمتها شركة بريطانية  اسمها «كامبريدج أناليتيكا» للتأثير على الناخبين  لاختيار الأخ ترمب-.
الفضيحة  تفتح جدلا واسعا حول إدارة موقع (فيس بوك) وخصوصية وضمان سرية بيانات مستخدميه، ومنع إمكانية وصولها إلى جهات أو دول معينة، الأمر الذى قد يؤدى إلى شكل جديد من الرقابة أوالترويج لمعلومات وبيانات مضللة.
الفضيحة ليست فقط  اختراق بيانات 50 مليون مستخدم، جمعتها الشركة البريطانية من  سجلات المكالمات وبيانات الرسائل النصية القصيرة SMS من أجهزة أندرويد ومن سنوات طويلة.
 الفضيحة أن المعلومات المسربة تشمل أيضًا  صور وعناوين الـ 50 مليونا ، وتواريخ الميلاد، بالإضافة إلى تواريخ ميلاد الأصدقاء.
وجميع البيانات الموجودة على التليفون المحمول، والرسائل النصية المرسلة والصادرة.
«كريستوفر ويلى» الذى فجر الفضيحة والموظف السابق فى شركة «كامبريدج أناليتيكا»،كشف أمام لجنة فى مجلس العموم البريطانى  منذ أيام قليلة، استخدام فيس بوك للهواتف الذكية للتجسس على الناس  فى المنزل أو فى العمل، وقال نصا :«شركات مثل «فيس بوك» تستخدم الميكروفون على الهواتف المحمولة للمساعدة فى تكييف إعلاناتها وفقا لتفضيلات واحتياجات المستخدمين ،وأنه يعتقد أن فيس بوك  قادر على معرفة ما إذا كان شخص ما ، فى وسط الناس، أو فى المكتب أو فى المنزل.
«كرستوفر وايلي» قال: إن باحثا بجامعة كامبريدج يدعى «ألكسندر كوجان»، قام بإنشاء تطبيق يعمل على جمع معلومات عن ملايين المستخدمين لموقع «فيس بوك»، وبعد ذلك سلم هذه البيانات لشركة «كامبريدج أناليتيكا» المتخصصة فى تحليل البيانات والمعلومات وتقديم الاستشارات، والتى استخدمتها بدورها لصالح حملة دونالد ترامب إبان ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
اعترافات  «كريستوفر ويلي»  بحسب  تصريحاته لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية  أكدت إن إدارة «فيس بوك» كانت تعلم منذ​ مدة طويلة بتحويل وتسريب بيانات المستخدمين من قبل شركة «كامبريدج أناليتيكا».
الأخ مارك خسر مليارات كثيرة الأيام الماضية، ونشر فى الصحف البريطانية والأمريكية اعتذارات، وأقال المسئول عن الأمن المعلوماتى، فى محاولة للنجاة!
فى مصر بقالنا يومين عايشين فى وهم أن، مشروع قانون حماية البيانات والمعلومات الذى تناقشه  لجنة الاتصالات بمجلس النواب، المقصود منه التجسس ومراقبة  فيس بوك وتويتر