الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إساءة للشعب

إساءة للشعب






اليوم تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات نتائج التصويت فى الانتخابات الرئاسية 2018. وأغلب الناس لا ينتظرون معرفة عدد الأصوات التى حصل عليها كل من المرشحين عبدالفتاح السيسى أو موسى مصطفى موسى قدر ما يترقب اغلب الناخبين معرفة عدد من ادلى بصوته فى صناديق الاقتراع.
ان يفوز المرشح السيسى بغالبية كبيرة وبفارق ضخم عن منافسه فهذا امر متوقع، وان يحصل المرشح موسى على عدد قليل من الاصوات مقارنا بمنافسه فهذا ايضا متوقع، ان نرى أصوات باطلة كثيرة فهذا طبيعى، المهم كم شارك فى التصويت وسواء انحاز الناخب لهذا المرشح أو ذاك أو ابطل صوته احتجاجا على أى شيء أو رفضا لاى شيء ففى النهاية قد مارس حقه فى اعلان موقفه وانحيازاته ولا يهم لمن انحاز.
اليوم الأخير من الانتخابات كان مميزا عن اليومين الاول والثانى، الحشود فى اليوم الثالث كانت مختلفة، وطوابير الناخبين كانت اطول، واعداد المصوتين تزايدت، وكان السؤال على مدار اليوم ماذا وكيف ومتى حصل كل ذلك.
من حق انصار كل مرشح تنظيم الحشود دعما لمرشحهم ضد منافسه، ومن حق الجماعات السياسية تحريض انصارها على استخدام كل الوسائل القانونية فى حشد الناخبين وتوجيههم للتصويت لصالح مرشحهم.
لذلك تعجبت كثيرا من أصوات تعالت صراخا عن حشد الدولة للناخبين وشراء الأصوات بالفلوس واكياس الطعام والغذاء والزيت والسكر، وارجاع أسباب ما جرى من خروج الناخبين الى هذه المظاهر السلبية وهو أمر متوقع فى سياق حملة الاساءة للانتخابات الرئاسية.
سأفترض جدلا أن البعض دفع أموالا لأفراد للتصويت، أو أن البعض قدم اكياس الطعام للفقراء للتصويت، ويتبقى السؤال فى كم منطقة فى 27 محافظة جرت تلك الوقائع؟ وكم عدد من استفادوا من هذه الرشاوى الانتخابية؟ وهل الاف الناخبين الذين شاهدناهم فى المحلة الكبرى تمت رشوتهم؟ وهل مسيرة طلاب جامعة المنصورة ايضا تم شراؤها؟ وهل طوابير الناخبين خلال اليومين الاول والثانى من الانتخابات كانت مشتراة بالمال والطعام؟
الحقيقة ما نشره البعض من ترديدات فى هذا السياق هو وهم  وإحباط، هو محاولة ايضا فى سياق الإساءة للانتخابات الرئاسية، هو فى حال حدوثه بمكان أو مكانيين تعميم مخل ومضحك يكشف عن بؤس مردديه ويأس من حاولوا تشويه الانتخابات.
والحقيقة أيضا ان هذه الترديدات لا تسيء للانتخابات فقط وإنما هى وبالدرجة الاولى اساءة للشعب المصرى واتهامه بما ليس فيه من بيع الذمم والضمائر ومقايضة الأصوات بالاموال والطعام، وهى توصيفات تستوجب محاكمة من يطلقها بتهم السب والقذف وتشويه سمعة الشعب المصرى.
انتظر اعلان نتائج الانتخابات لمعرفة التصنيف العمرى والجنسى لمن شارك فى الانتخابات، وهل صحيح عزوف الشباب من الجنسين عن التصويت، وهل غاب الشعب المصرى عن مقار الاقتراع؟ وكام تمثل نسبة مشاركة المرأة مقارنا بالرجل؟ كلها ارقام ذات دلالات مهمة، خصوصا ان التوقعات كلها تشير إلى ارقام قريبة للغاية من المتوسطات المعتادة فى الانتخابات المصرية.
تحية تقدير واحترام واجلال للجيش والشرطة بعد مرور الانتخابات بسلام وتوجيه رسالة للعالم اجمع ان مصر مستقرة سياسيا وآمنة وجاهزة لاستقبال وحماية الاستثمار.