الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نظام عالمى جديد

نظام عالمى جديد






تبريرات قادة العدوان الثلاثى – أمريكا وإنجلترا وفرنسا -  المدعوم من المعسكر الغربى للعدوان على سوريا مثيرة للغثيان وتكشف عن حالة نصب دولى وتحول مسئولى الدول الثلاث ومن نحا نحوهم الى مُهرجي سيرك ونصابين يتلاعبون بالناس ولا يتقنون إلا لعبة الـ 3  ورقات.
لا أفهم أبدا أن يخرج مسئول أمريكى يتهم سوريا بخرق القانون الدولى، ومخالفة المواثيق و الاتفاقات الدولية، وتجاهل النظام الدولى،  واستخدام أسلحة محرمة دوليًا – الأسلحة الكيماوية – فى ضرب الشعب السورى بالدوما و الغوطة الشرقية .
فالعدوان على سوريا نفسه يفتقد لأى أسانيد قانونية أو شرعية أو أخلاقية، وهو تعبير عن حالة بلطجة دولية قررتها هذه الدول من نفسها بعد أن ابتدعت مقولات عن ضربات كيماوية لم يتم التثبت منها حتى الآن ومازالت هذه الوقائع المزعومة قيد التحقيق .
العدوان الثلاثى المدعوم من المعسكر الغربى على سوريا رسالة الى العالم ان الغرب هو من سيقرر الصواب والخطأ ومن سيعاقب ومن لا يستحق العقاب، ولم يعد هناك وجود للأمم المتحدة التى كان يلجأ لها الغرب مسبقا لانتزاع شرعية دولية مزعومة يبرر بها عدوانه على دول أخرى مثلما حدث فى العراق، الآن اتجهت الدول الثلاث المدعومة من حلف الناتو لعدوان على دمشق دون حتى الحصول على شرعية مزعومة من المنظمة الدولية.
الملفت أن نفس الدول الثلاث ومن يدعمونها أبطلوا قرارات للشرعية الدولية فى الامم المتحدة لنصرة الفلسطينيين وإدانة دولة الاحتلال الإسرائيلى بعد قتلها ما يقرب من 40 مواطنًا سلميًا أعزل من السلاح على مدار ثلاثة اسابيع لمجرد أنهم  تظاهروا على الحدود، ورغم أن الجريمة واضحة للعيان ولا تحتاج تحقيقات وخلافه إلا أن أمريكا وحلفاءها اعتبروا من أنفسهم أنه لا جريمة وبالتالى لا عقاب، بينما فى المقابل ورغم كل الشكوك على ما يسمى باستخدام النظام السورى اسلحة كيماوية فى دوما ورغم عدم التحقيق فى الأمر للتأكد منه قرر المعتدون وحددوا ما يجب فعله وانتهكوا القانون الدولى وشنوا عدوانًا على سوريا وتفاخروا بنتائجه.
نحن أمام متغير جديد تفرضه الولايات المتحدة وحلفاؤها ينتقل من مرحلة ازدواجية المعايير إلى انتزاع سلطة القرار الدولى، وسيتسبب ذلك فى انهيار منظومة القانون الدولى والمنظمات الأممية بكل تشكيلاتها الدولية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية بعد ما قرر طرف أن يمنح نفسه سلطة حكم العالم وفقًا لأهدافه وليس وفقًا لقواعد دولية استقرت عليها البشرية.
الغرب يخشى من عودة ثنائية العالم بعد أن انفرد بالموقف الدولى عقب انهيار الكتلة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتى، بينما الآن تطل بوادر العودة للثنائية من خلال النمر الصينى والدب الروسى وهو ما يخشاه الغرب ويسعى لوأده فى المهد من خلال مواجهات على مستويات متعددة.
ما جرى فى سوريا بداية لفرض نظام عالمى جديد تتشكل ملامحه فى إطار مصالح الغرب، ويسعى إلى تحويل العالم لقرى صغيرة متناثرة داخل حدود مصالحه تخضع لأحكامه وقراراته .
الغرب يسعى لأن يحكم العالم ويقرر له ما يشاء.