كمال عامر
شوف صلاح.. واتعلم
لاعب ليفربول محمد صلاح أصبح يشكل حالة.. أطياف المجتمعات تتسابق فى التعبير عن سعادتها باللاعب.. مجموعة دخلت فى سباق حول مهارته فى اللعب وتسجيل الأهداف.. وآخرون تفرغوا للكشف عن الأعمال الخيرية والإنسانية التى يقدمها لأهله.. وأصبح اللاعب محمد صلاح - وهو يستحق - مصدر إلهام لأقلامنا وعقولنا.. ورؤئيتنا للحياة بشكل عام.
محمد صلاح أدخل الفرحة فى قلوبنا.. أصبح مصدر إلهام للمنظومة الكروية.. غير الكثير من قواعدها وبالتالى صنع قواعد جديدة.
غير من تفكير المنظومة الكروية.. لاعبون.. ومدربون.. وجماهير.. وأيضا مهتمون بالكتابة عن الكرة ومعلقون.
بالطبع «أبو مكة» ضرب كل عناصر المنظومة الكروية.. غير من الأهداف.. وآليات العمل.. والخطط..
الحالمون بالفوز فى الملاعب والمشاركة وارتداء تى شيرت الأحمر، الأبيض، الأزرق، الأصفر، الأخضر.. زاد طموحهم.. إنهم يحلمون باللعب فى أكبر الدوريات.. ولم تعد شخصيات الملاعب المصرية هى الأمل والحلم.. بل زاد محمد صلاح من طموح تلك الشريحة التى باتت تحلم بأن تكون محمد صلاح أو ميسى أو رونالدو.. لم لا ومصري منا حقق هذا الحلم واقترب من المنصة التى يجلس فوقها الكبار.. بل حجز لنفسه مكانا بينهم.
ما يحدث فى مصر وبين الشباب وعشاق كرة القدم فى العالم ومصر منها أنهى ما كان معروفا عن كرة القدم من قواعد تشجيع أو مشاركة.. أو حتى تعبيرات كرد فعل.. كلها أمور نسفها محمد صلاح ووضع بدلا منها ملفا جديدا عن كل محور منها.
محمد صلاح أضاف لنا جديدا فى مباراة فريق ليفربول مع ناديه القديم روما والتى سجل فيها هدفين وصنع هدفين لمانى وفرمينيو وفاز ليفربول بالمباراة 5/2.. محمد صلاح أبهرنا فنيا.. وأيضا بأخلاقه الرائعة.. عندما امتنع عن الاحتفال بتسجيله الهدفين فى مرمى فريقه القديم احتراما وتقديرا لجماهير روما التى شجعته..
ما هذا الذى فعلته يا صلاح.. بالطبع هذا الموقفغ سيجد له صدى فى ملاعبنا.. وأعتقد أن ظاهرة التشفى وهى ناتج من إهمال لاعب ثم انتقاله لفريق آخر.. وبعد الانتقال لفريق جديد عادة ما تشمل تصريحات اللاعب بمباراة من نوعية التصميم والإرادة لأثبت لمدربى والنادى السابق بأنهم مخطئون.. وهذه العبارات تندرج تحت شعار الثأر والتشفي! وهى أمراض تصيب اللاعبين.
محمد صلاح بسلوكه ومنع نفسه من الاحتفال بعد أن أحرز هدفين فى روما وكأنه يقول لنا:
يجب أن يحمل اللاعب دائما الاحترام معه إلى أى ملعب أو فى حياته بشكل عام.. احترام من سانده أو ساعده.. وأن يرى اللاعب أن ناديه السابق وجماهيره لهم الفضل على شخصه.
رسالة محمد صلاح إلى جماهير الكرة المصرية واللاعبين من خلال سلوكه فى مباراة فريقه مع روما وكأنه يقول لنا: الكرة أخلاق.. واحترام ومتعة.. وعلى كل من يعمل فيها ألا يحمل ذرة حقد فى قلبه.
شوف صلاح واتعلم.. بجد.. مهاراة اللاعب لم تأت على حساب القواعد الأخلاقية والسلوك المحترم له داخل وخارج الملعب والتزامه بكل القيم الجميلة.. ولم ينس محمد صلاح بأنه قدوة.. ومن الواضح ومن خلال سلوكه حرصه الشديد وإصراره على الالتزام بآداب الملعب والاحتفال والتعامل حتى فى حواراته أو تعليقاته.
صانع السعادة والفرحة للمصريين والعالم العاشق للكرة.. يستحق منا الاحترام والتقدير..
نحن فخورون بأننا عشنا زمن محمد صلاح.






