الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كل الشكر للجهاز

كل الشكر للجهاز






من حق الحكومة وهى تعقد اجتماعها الأسبوعى هذه المرة أن تصدر بيانًا تشيد فيه بأدائها وتفخر بما حققته من إنجاز فى مواجهة التغيرات المناخية والعواصف والسيول، بعد مرورها بأزمة عجزعميقة الأسبوع الماضى.
على مدار الأيام الأخيرة عقد رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل لقاءات عدة مع وزراء معنيين وخبراء، وانعقدت لجان وفرق عمل، وانشغل وزراء باتصالات ومتابعات ولقاءات مع التابعين لهم كل فى اختصاصه، وامتلأت الصحف بصور اجتماعات لمسئولين يجلسون على طاولات اجتماعات أزمة أمام كل منهم شاشة كمبيوتر وبجوارها هاتف أرضى.
رئيس مصلحة الأرصاد الجوية تحول إلى نجم المجتمع، اجتماعات مع رئيس الحكومة، مؤتمر صحفى من داخل مجلس الوزراء بمشاركة المتحدث الرسمى للحكومة، بيانات المصلحة احتلت صدارة أجندات وجداول أعمال اجتماعات الوزارات والهيئات.
اعتقد أن المحافظين أيضًا عاشوا تجربة فريدة من نوعها، اتصالات من الوزراء المعنيين ومن مكتب رئيس الوزارة، ومطالبات بتقارير عن الأوضاع والثغرات وخطط التعامل مع الأحداث فى حال وقوع مكروه لا قدر الله.
من فرط الاهتمام أن رئيس الحكومة بنفسه قرر وأصدر توجيهًا بوقف رحلات البالون السياحى فى أسوان تحسبًا لأى متغيرات مناخية مفاجئة، وتابع هو ومعاونوه مع الوزراء والمحافظين المعنيين أوضاع مخرات السيول والسدود والطرق .
لأول مرة منذ سنوات طويلة تعلن الحكومة عن تخصيص مليار جنيه فورًا وبشكل طارئ لعلاج البنية الأساسية فى مناطق عدة وبالطبع فى مقدمتها القاهرة الجديدة بعد نجاة القاهرة القديمة من مجزرة السيول والرياح.
ورغم أن مصر مقبلة على الشهر الكريم وللحكومة استعداداتها الخاصة بتوفير الاحتياجات الغذائية فى شهر رمضان من اللحوم والدواجن والخضروات وخلافه، لكن ذلك رغم أهميته الاستراتيجية لم يؤثر على تركيزها واهتمامها بالتعامل مع بوادر وتوقعات الطقس السيئ المنتظر.
كل ما شهدناه هنا هونموذج للاستعداد وأسلوب التعامل من خارج الصندوق مع الظواهر المتوقعة سلبية كانت أوإيجابية، وهوأيضًا ما مللنا من كثرة المطالبة به، ليس الفارق أنها مهام لجنة إدارة الأزمات وليس الوزراء بأنفسهم، ولو لدينا لجنة محترفة مهنية جادة ما كنت قد كتبت هذا المقال.
وبمناسبة الحديث عن لجنة إدارة الأزمات ننتظر من الحكومة إعلامنا بقائمة أسماء أعضاء اللجنة الجديدة المفترض تشكيلها الآن، وسبب الإعلان أن تقدم الحكومة أعضاء اللجنة للرأى العام من خلال تخصصاتهم وتاريخهم المهنى وخبراتهم، حتى يطمئن الناس للاختيار.
الطبيعى أن الحكومات التى تواجه متغيرات مناخية مفاجئة فى كل بلاد العالم تبدأ بصورة عاجلة فى تطبيق خطط طوارئ جاهزة ومعدة سلفًا، مع الوضع فى الاعتبار أى إضافات يمكن حدوثها بشكل مفاجئ، لذلك فإن ما حصل فى القاهرة الأيام الأخيرة هوصورة مما تلتزم به الحكومات فى الدول المتحضرة تجاه شعوبها، وما تنفذه من إجراءات بصورة مهنية وبطريقة احترافية لا تتضمن فى تفاصيلها جملتنا الشهيرة «ربك يسترها.. خليك مع الله».
الشكر لمن وقف خلف هذه السيمفونية الحكومية.. كل الشكر لجهاز الرقابة الإدارية.