
حازم منير
على هامش دعوات التصالح
أيهما أقوى وأكثر تأثيرًا قانون يحظر التصالح مع الإخوان وقرارات إدارية ضد عناصرها وأنصارها من المتطرفين، أم ثقافة شعبية مؤمنة وواعية بخطر الجماعة الإرهابية على مستقبل الوطن.
هل نحتاج فى كل فترة إلى شخصية تبادر بكلمة هنا أوهناك وتقترح فكرة لمزاعم تصالح مع الإخوان حتى ننفض فى وجهها ونثور عليها ونتهمها بكل ما فيها وليس فيها لنثبت أننا ضد الإخوان الإرهابيين ولا نقبل بالتفاوض معهم.
هل ستظل مخاطر الجماعة الإرهابية وخطورتها تلاحقنا فى كل حين لنتذكر بعد أن نغفو فنطاردها ونبحث عن أساليب جديدة وتحليلات مختلفة لنؤكد أن شعب مصر فى غالبيته ضد الإخوان.
الحقيقة أنه لا يوجد شعب يجعل من عدوه وسيلة ليذكره كل فترة أنه يعيش فى خطر، ولا يمكن أن تظل تعيش تحت هاجس العدو وما يمكن أن يسببه من مشكلات وأزمات.
مواجهة الإرهاب تتطلب ما هو أبعد من الأداء الأمنى والعسكرى، لأنك تتعامل مع أفكار قادرة على التوالد والانتشار فى العقول عبر وسائل زائفة ومخادعة عدة.
ستظل المشكلة قائمة طالما لم نصغ واقعا ثقافيا وطالما لم نخلق وعيا فكريا فى مواجهة الإرهاب والتطرف وجماعات الإخوان بأفكارها العنيفة وممارساتها الإرهابية.
مازلنا حتى الآن ننادى ونطالب بتعميم فكرة متاحف الإرهاب فى المحافظات لننشر على الناس واقعا عاشته مصر وعانى منه الشعب ونقدم للرأى العام وقائع حصلت بالفعل وكيف لعبت دورا فى إشعال الفتن والخلافات بين المصريين.
فكرة متاحف الإرهاب هدفها مشاهدة الناس ومعايشتهم بالصوت والصورة وبمختلف الأساليب من ديكورات لتماثيل لتجسيد وقائع ومواجهات حصلت مع الإرهابيين وعروض توثيقية ووثائقية وسينمائية يمكن للمصريين بأجيالهم المختلفة التعرف من خلالها على الإرهاب ومخاطره.
متاحف الإرهاب فى المحافظات مدرسة تنقل تلقائيا بشكل متواصل للمصريين حقيقة الإرهاب ومخاطر الإرهابيين وأساليبهم فى تزييف الحقائق والواقع.
متاحف الإرهاب جزء من نضال ثورة يونيو فى استعادة الدولة الوطنية والدفاع عنها وترسيخ مفاهيم الدولة الحديثة فى مواجهة دولة المرشد ومواجهة فكر العنف والتطرف وهى متاحف ستقدم للمصريين صورة جادة وصادقة وحقيقية عما حصل فى مصر وعن كذب ونفاق هذه العصابات الإرهابية.
نحن لا نحتاج الانتظار لمواجهة الجماعة الإرهابية كل فترة ولا يجب أن نظل فى إطار رد الفعل على أى محاولات للاختراق تتم تحت أى دعاوى يمكن لها إثارة أزمات أو مشكلات.
نحن نحتاج لمبادرات فعل، وأفكار وأساليب قادرة على ضخ الوعى وبث التحذيرات بخطر الجماعات الإرهابية كلها من دون استثناء فلا فارق بينها سوى فى المسميات، ولن ينفع فى تحقيق هذا التواصل بين المصريين وبين الأجيال المتعاقبة إلا متاحف للتاريخ والتوثيق للأحداث بكل وسائل التسجيل والتوثيق.
كما صنعنا بانوراما أكتوبر لتتذكر الأجيال الجديدة حرب أكتوبر المجيدة وما جرى فيها، نحتاج إلى متاحف الإرهاب حتى لا ينسى الناس ما فعله الإرهابيون ببلادنا وحتى لا ننسى أكاذيبهم ودمويتهم وكراهيتهم لكل مصرى لا ينتمى لجماعتهم الإرهابية.
وقتها لن نهتم بمبادرة من هنا أو دعوة من هناك.