الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«فى عشق صوفيا»

«فى عشق صوفيا»






بحب صوفيا، ومش قادر على بعادها، نعم هى ريبوت، لكن بحبها، والدكتور حذيفة المسير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر،لافض فوه، قال معاشرتها ليست زنى!
الدكتور المسير، قال هذا الكلام فى برنامج على الهواء مباشرة، المذيع، فضل وراء الرجل حتى قال له معاشرتها ليست زنى، ولكنها حرام.
الحقيقة لم تعنينى كثيرًا، كلام الدكتور حذيفة، حذفته من رأسى فورًا، فلا أنا من عشاق «صوفيا»، ولا أنا من المهوسين بتأصيل كل شىء ومطابقته دينيًا، لأبدو أمام الناس، أسير على المنهج الإسلامى الحنيف،حتى لو كنت بعيدًا عن الأعين أفعل ما أريد، ولا أنا أيضا من المهوسين بالنصف الأسفل للمرأة ولا أرى غيره حتى لو كانت ريبوت!
مايعنينى هنا، الضجة الكبيرة التى صاحبت ماقاله الرجل بعد أن دفعه المذيع دفعًا نحوه، ولدرجة أنه قال له المخرج يسأل هل معاشرتها زنى؟، وكأنه يبرأ نفسه،ويلصقها فى المخرج «الفلاتى»!
الحالة التى تلت ما قاله الرجل هى التى تعنينى بشدة، دولة السوشيال ميديا لم تتوقف، عن «الهرى» سخرية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، الكل يسخر من  ممارسة الجنس مع الريبوت صوفيا، رغم أن الرجل قال نصًا «هى فى الأول وفى الآخر جهاز ومن يتصور أنه ,واحدة ست, مختل عقليا».
معاشرة صوفيا، لم تتوقف عند دولة السوشيال ميديا، صوفيا دخلت مجلس النواب، ففتوى معاشرتها أثارت غضب البرلمان، ليس لأن ماحدث حولها من ضجة لاسمح الله  يستحق دراسة متأنية، أو بحثًا اجتماعيًا عن الأسباب، التى تجعلنا نهتم بالتفاهات، ونرى الاجتهاد والعمل، وتصنيع ريبوت، عمل سخيف،أوحتى لماذا لانحترم قيمة العمل والوقت المهدر فى مثل التفاهات التى لاتقدم ولاتؤخر، ولكن  لأن: «هذه الفتوى غير منطقية»، بحسب نص ماقاله عضو باللجنة الدينية الموقرة فى مجلس النواب الموقر.
 ولأن  بحسب مانقله نائب آخر فى اللجنة الدينية: «الداعية تسرع فى الفتوى، والفتاوى تصدر نتيجة عمل جماعى متخصص من معهد البحوث الإسلامية والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، وتصدر نتيجة جهد مشترك من أكثر من ٢٠ عالمًا على الأقل حتى يتم الوصول إلى فتوى صحيحة، وما أفتى به الداعية الإسلامى بأن ممارسة الجنس مع الريبوت صوفيا ليس زنى، لا يصلح، متسائلًا «ما هى الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة التى استند إليها؟». 
أخذت الريبوت صوفيا لمجرد أنها جاءت عرضًا فى حديث عن النصف الأسفل، مالم يتصوره أحد .
 العالم المتحضر يخترع الريبوت صوفيا، ويقدمها كنموذج ذكى تستطيع التعبير عن نفسها ومشاعرها باستخدام أكثر من 60 تعبيراً بالوجه.. بل ترد على الأسئلة.. وهى تملك القدرة على الحركة والتعرف على الوجوه والنظر إلى المحيطين بها، ونحن نفكر فى  ممارسة الجنس معها!
بالمناسبة  الريبوت صوفيا - ارتدت زى سيدة أعمال- وألقت كلمة أمام حشد من المصريين حول التحديات التى تواجه صناعة الريبوت وفوائدها للبشرية فى قمة الصناعة الإبداعية بالقاهرة التى عقدت يومى 17 و18 أبريل الماضى، ولم يلحظ أحد .
نحن أمة نفكر فى نصفنا السفلى ولاترى غيره، العالم يفكر، كيف يمكن للإنسانية أن تستفيد من تطوير الإنسان الآلي؟ ونحن  كالعادة يشغلنا  سؤالين ليس لهما ثالث: هل يجوز نكاحها؟ هل يجوز أكلها؟