
صبحي مجاهد
الدعاة.. والموعظة الحسنة
مما لاشك فيه أن الإسلام هو دين الرحمة بالجميع فلم يأت كى يكون أداة فى يد بعض الدعاة يهددون الناس به أو يتطاولون به على من يجهلون بعض أمور الدين، فعلى الرغم من الجهود المبذولة باستمرار من وزارة الأوقاف فى تدريب الدعاة، وعقد الدورات لتغيير تلك الألفاظ والأسلوب المتشدد اللذين نشرتهما بعض التيارات فى لغة الدعوة إلا أننا مازلنا نسمع من بعض الدعاة من يهينون غيرهم لأنهم جهلاء بالدين، أو يقولون بالتبديع لأمور هى من الدين وليست بعيدة عنه.
ففى أحد المساجد التى عرفت بتبعيتها للجمعية الشرعية استمعت لإمام أخذ يحذر الناس من الصوم فى رجب لأنه بدعة ولم يرد عن الرسول صومه، ونسى أن الصوم من الدين، كما نسى أن خير الصوم صوم داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا , كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفى حادثة أخرى استمعت لإمام فى خطبة أخرى وهو يقول عن أحد المصلين أنه من المخابيل لأنه قال له: لا أصدق ما ترويه من أساطير عن رحلة الإسراء والمعراج وأنه حين سأله وجده لا يعرف سوى سورة الإخلاص، وأنه وجهه بأن يصمت ويستمع ليتعلم، ونسى أن رسول الله كان يتعامل بالرفق واللين ويعلم الناس ولا يهاجمهم، وأن الإقناع هو الأساس فى الدعوة.
ولا أعلم لماذا يظهر دعاة يتناسون أمر الله تعالى بأن الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، فلا يعرفون آداب تلك الموعظة.. إن الأصل فى الداعية أن يكون نموذجًا وقدوة للمصلين، وأن يستحى كونه يقف مقام رسول الله يدعو الناس من على المنبر للدين القويم.
والغريب أن من الدعاة المتسلفين « كما يطلق عليهم» يقولون بأن حب النبى من الفطرة ثم عند ذكره يقولون «محمدًا» دون أن يذكروا لفظ سيدنا وكأنهم يرون أن تسييد الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مخالف ، مع أن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه سيد ولد آدم .
إننا مع الإقبال على شهر رمضان لابد أن تكون هناك متابعة مكثفة للمساجد خاصة تلك التى تتبع فى مسماها الجمعية الشرعية لأنها درجت على أسلوب فى الدعوة ينافى فى بعضه ما تتخذه وزارة الأوقاف من منهج دعوى يستهدف توعية الناس ، ومحو أميتهم الدينية .