السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دراما لنا أم علينا ؟!

دراما لنا أم علينا ؟!






حلت نفحات شهر رمضان الكريم.. وحنين الذكريات لأروع المشاعر والتجليات الإيمانية.. والإحساس بدفء التجمع العائلى واللمة على مائدة الإفطار والسحور.
نستمع إلى حكاوى الأهل والأجداد عن رمضان زمان وعن مسلسلات الإذاعة والتليفزيون التى عاشت فى وجدانهم وتركت بصماتها داخل أجيال لحقتهم بسنوات.
وتبدأ المقارنات بين دراما رمضان زمان ودراما رمضان الآن.. وتتسلل إلى الأذهان ذكريات مسلسلات اﻻذاعة.. التى كانت تصاحب المستمع على مائدة الإفطار.. والتى لم تعد تجذبه كما فى السابق.. وأسماء تلمع فى الذاكرة مثل محمود عبد العزيز.. نور الشريف.. محمود مرسى وغيرهم.. ممن قد أثر غيابهم على مستوى الأداء والمنافسة على ساحة الدراما الرمضانية.
 وتتداعى ذكريات أعمال رمضانية لاتنسى مثل ليالى الحلمية.. رأفت الهجان.. محمود المصرى.. رحلة أبو العلا البشرى.. دموع فى عيون وقحة.. الشهد والدموع.. لن أعيش فى جلباب أبى وغيرها من الروائع.
ويشكو الجميع من الزخم الدرامى من المسلسلات المتلاحقة.. التى تتكدس بها شاشات القنوات التليفزيونية المختلفة.. ممايجعل المشاهد فى حالة ارتباك..تختلط فيها أحداث هذا المسلسل مع ذاك.. ويفقد لذة المتابعة والتعايش مع الأحداث والأبطال.. هذا علاوة على ماقد تقدمه بعض هذه الأعمال من إسفاف ولجوء إلى المط والتطويل..ومايتخللها أحيانًا من عبارات بذيئة ومشاهد لاتتناسب مع روح وأخلاقيات هذا الشهر الكريم.. هذا على النقيض مما كانت تقدمه الأعمال الرمضانية السابقة من رقى فى الحوار.. وتقديم صور مختلفة واقعية من النسيج الاجتماعى بقضاياه ومشكلاته..هذا بالاضافة للإيقاع الرشيق للمشاهد والأحداث.. وإن كنا لا ننكر بزوغ عمل أوعملين دراميين على مستوى جيد كل عام خلال شهر رمضان وسط هذا الخضم الهائل من الأعمال الدرامية.
وفى الآونة الأخيرة.. خصص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر.. لجنة منبثقة عن لجنة الدراما مهمتها مراقبة جميع الأعمال الفنية التى ستعرض خلال شهر رمضان.
واللجنة مخولة بفرض غرامة على كل لفظ فاحش فى الدراما التليفزيونية للمرة الأولى قدرها 250 ألف جنيه.
ولكن السؤال هنا.. هل يحتاج صناع الدراما إلى الخضوع إلى فرض غرامه حتى يتم مراعاة أخلاقيات المجتمع والرقى بما يقدم.. وهل مايقدم من دراما يسعى للارتقاء بذوق المشاهد بالفعل.. بمعنى آخر هل هى دراما لنا أم علينا.