الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
والبداية.. من الرئيس

والبداية.. من الرئيس






مُهتم بالحركات الشبابية العربية.. ومتابع لأدق تفاصيل الحركة الشبابية المصرية.. وحزين لأن هناك تعتيمًا متعمدًا وتشويهًا لشباب العرب بشكل عام.. وتهميشًا حيث مازال البعض يتعامل معهم على أنهم «شوية عيال».. أو أن أى حركة فى اتجاه تنشيط أى من عناصر القوة لديهم يلحق الضرر بالاستقرار.. ويزيد الانقسامات!!
فى الغرب الحكومات تحرص على تقديم كل المساعدات والمساندة لتلك الشريحة العمرية حيث هناك إيمان بأن الشباب هم مستقبل البلدان.. ولذا نلاحظ استقرارًا فى العلاقة بين الحكومات والشباب.. الطرفان يعلم كل منهما حدوده.. والمطلوب منه واتفاق على مساندة كل خطط  ضمان أمن وسلامة البلد والمواطنين.
فى الغرب هناك حدود للتظاهر.. رغم وجود متطرفين هنا أو هناك إلا أن القاعدة تقول: الطرفان شباب وحكومة لديهما وجهة نظر واحدة فى أمور مصلحة الأوطان وازدهار الحياة.
وتلك الحالة أرى أنها نتاج عمل وجهود مخلصة وخبرة ونضوج.
شباب الغرب قد يرفض قرارًا للحكومة.. ويعلم جيدًا وملتزمًا بطرق ووسائل التعبير.
احترام حكومات الغرب للحركات الشبابية فيها بشكل عام ناتج من الثقة والشفافية ووضوح الأهداف.
فى بلداننا العربية لم تصل درجة التعاون بين الحكومات والشباب إلى تطابق وجهات النظر.. الحكومات لم تؤد دورها فى مرحلة التنسيق ولم تبذل جهودا تتلاءم مع حجم الطموح.. وبالتالى يشوب العلاقة بين الشباب والحكومات العربية توترا دائمًا.. قد يصل إلى حدود التصادم.. والانحراف والخروج عن حدود اللعبة بإلحاق الضرر بالوطن والمواطن حيث أى طرف يسعى لفرض وجهة نظره بكل الطرق.
هذا الاشتباك ناتج من إهمال الحكومات فى بذل جهد كافٍ فى توفير احتياجات حوار شفاف عميق مع الشباب يشرح الحقائق حول أحوال البلد.. وما يحدث فيها ومبررات خطط الحكومة ووجهة نظرها فى خط سير التنمية.. الحكومات العربية بدورها مقصرة تجاه الشباب.. قد تكون غير مدركة بقوتهم.. أو مشغولة بأمور حياتية تستنزف قوتها.. وفى المجمل العام هناك ما يعكر صفو العلاقة.. ويجعل منها هدفًا للتوتير.
والملاحظ أن معظم الحكومات العربية لم تحقق الاستفادة من ذخيرة المستقبل وهى شريحة الشباب.
وأن الحركات الشبابية فيها.. ولأنها تثقف نفسها بنفسها.. وتضع لنفسها الموارد.
ومن هنا قد يظهر لاعبون جدد بين الطرفين وهو ما يحدث التوتر والتصادم بأشكال مختلفة.
>>>>
فى مصر حدث تطورا نوعيا فى العلاقة بين الدولة والشباب بالطبع جرت محاولات عديدة للبحث عن قواعد وقيم حاكمة للعلاقة بين الطرفين.
لكن لم تحقق نقطة الرضا لا للشباب ولا للحكومة.
وقد انتبه لذلك الرئيس السيسى شخصيًا.. وتدخل بإطلاقه البرنامج الرئاسى لصياغة علاقة متينة بين الدولة والشباب تضمن مساندة الشباب وجذبهم للقيام بدورهم فى حماية وبناء الدولة.. وفى المقابل تحقق للشباب الطموح وتقدم لهم المساندة المتنوعة لتحقيق الأهداف الخاصة والعامة.
الرئيس السيسى أيقن أن الشباب يحتاج عملًا مكثفًا وخططًا واضحة والأهم يحتاج لسلوك حكومى شفاف يبعث الطمأنينة بين الشباب وقد حدث.
السيسى نجح فى إزالة الجليد بين الدولة والشباب وجذبهم إلى العمل لصالح تنمية ومستقبل وتقوية البلد.. وأيضًا أتاح لهم الفرص للانطلاق.
القاهرة عاصمة شباب العرب 2018 وتجربة مصر فى عمل المصالحة مع الشباب وتحويلهم لطاقة إيجابية تجربة مميزة.
بالطبع هناك حكومات عربية مازالت تعاند شبابها.
لكن الأحداث العالمية التى تهدد مصير العرب تستدعى عمل مصالحة شاملة مع الشباب.
وأعتقد أن إعلان القاهرة يمكن من خلاله أن تقدم التجربة المصرية المعمقة.