
حازم منير
شائعة رمضان
كل عام وأنتم بخير اليوم أول أيام الشهر الفضيل اليوم أول رمضان الكريم أعاده الله على الوطن بالخير واليمن والبركات، اليوم أهلّ علينا الشهر الكريم ببركاته وأجوائه الروحانية الجميلة وسهراته مع تلاوة ما يتيسر من كتاب الله وعدنا لعاداتنا الطيبة الجميلة ووصل الرحم بالتقاء الأسر والآباء والأبناء والأحفاد بعد أن مزقت شهور العام وتكنولوجيا العصر كل أواصر الود والتآلف.
ولا يأتى الشهر الكريم الا ومعه دروسه ومواعظه والعبر لمن يعتبر وهذا العام جاء ومعه من الدروس ما لايتوقعه أحد لكنه فى الحقيقة درس بليغ لمن يهتم.
صبيحة الثلاثاء امس الأ انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى ويبدو أن كل من استلمه قام بإعادة توزيعه على معارفه وأصدقائه والجميع يطلق التحذيرات «خد بالك رمضان بكره الأربعاء فى السعودية وفى مصر.
الفيديوعبارة عن نشرة أخبار من فضائية عربية «السعودية» وبه مذيعة تقدم نشرة الأخبار وتعلن أن المملكة ثبُت بها رؤية الهلال وأن اليوم الثلاثاء المتمم لشهر شعبان وغدًا الأربعاء الأول من شهر رمضان المعظم فى المملكة ومصر والأردن إلى آخر قائمة البلدان العربية.
انتشر الفيديوانتشار النار فى الهشيم، وتواصل مصريون متسائلون بدهشة «بكره رمضان فعلا» وبدأ الناس يتحسبون ويبحثون كيف يعيدون صياغة أجندة ما تبقى من ساعات قليلة، بعد أن باغتتهم الأنباء أن رمضان غدا «الأربعاء» وليس بعد غد «الخميس».
المدهش أن الحديث عن الفيديو لم يتوقف عند مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى وإنما امتد لتصل نتائجه إلى ما هو أبعد من ذلك بين الناس فى الشوارع والأسواق العامة.
لم يتوقف أحد للحظات متسائلا كيف يتم الإعلان عن رؤية الهلال فى الصباح رغم أن قواعد الرؤية أن يتم إعلانها ليلًا بعد تمام المراقبة لحركة القمر ورؤية الهلال من عدمه . لم يتوقف أحد للتفكير منذ متى تعلن نتائج الرؤية فى الصباح؟ لم يتساءل أحد إذا ما كانت القناة السعودية تعلن رؤية الهلال بالمملكة ومصر على حد سواء فأين وسائل الإعلام المصرية لإعلان الخبر من عدمه؟
تداول الناس للشائعة بالصورة التى جرت بها تدعوك للتوقف والتأنى قليلًا لنتساءل عن مغزى هذا الانتشار بهذه السرعة، ولماذا يصدق الناس أوعلى الأقل تتزعزع قناعاتهم اومعلوماتهم بمثل هذه البساطة.
ما جرى درس مهم عن خطورة مواقع التواصل الاجتماعى وتأثيرها وقدرتها على زعزعة وهز يقين الناس ومعلوماتهم وتمرير شائعات وتحويلها إلى معلومات فى دقائق قليلة وبسرعة رهيبة، وهو ما يجب أن يثير مخاوف أكثر من العتاد، فبعد أن كانت هذه المواقع تستخدم فى الأغراض السياسية باتت الآن تستهدف دق أسفين التشكك وفقدان الثقة فى الحقيقة.
الطبيعى أننا نتحدث منذ فترة طويلة عن التعامل المختلف مع مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن تحولت إلى مصدر منافس لوسائل الإعلام التقليدية، وبعد شائعة رمضان بات الأمر يحتاج لأكثر من الحذر.
تلقيت تهنئة بالشهر الكريم تقول «اللهم بلغنا رمضان بلوغًا يُغير حالنا إلى أحسنه ويُهذب نفوسنا ويُطهر دواخلنا بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار» اللهم آمين.