الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رمضان ومراجعة النفس

رمضان ومراجعة النفس






 لا يختلف اثنان على أن لشهر رمضان فى حياة كل منا خصوصية عظيمة دينية واجتماعية ونفسية، فلا يوجد منا من لايحمل  ذكريات جميلة عبر السنين الماضية عن شهر رمضان، فيظل يتذكر العادات التى كان ينتظرها كل عام، ولمة الأهل والأحباب، والطيبة التى تنتشر بين الناس فى هذا الشهر.
ومع تطور الحياة نجد  بعضنا يحمل رمضان كذكرى فى نفسه دون أن يعيش حقيقته ونفحاته التى يرسلها الله على عباده، ويقول أيام زمان لن تعود، ورمضان فى زماننا  غير رمضان الماضى ، ولا يحاول أن يقف ولو للحظات ليتعرف على سبب الاختلاف، وكيف نعيد ما كنا عليه من مودة ورحمة وحب فى هذا الشهر الكريم.
لقد أصبح كثير من الشباب والفتيات لا ينظرون لرمضان على أنه شهر عبادة بل هو شهر سهرات ليلية لا يعرف فيها الإنسان حقيقة الطاعة والقرب إلى الله ويعتبر أن صلاة الفرائض تكفي، ويتناسى أن فى هذا الشهر لحظات لا تعوض من الرحمة والمغفرة وقبول العلم ومضاعفته.
ولا يقف كثير من الناس ولو للحظة لمراجعة النفس  مراجعة حقيقة  ليعرف ما سبب عدم تحقيق الوقار لشهر الصوم،  ولماذا أصبحنا لا نهتم بنشر المودة والرحمة بيننا، وأصبح كل اهتمامنا انتظار ساعة الإفطار لنملأ البطون ثم ننطلق للسهرات الرمضانية.
وأود أن نقف لنعيد على أسماعنا فضائل هذا الشهر الكريم، ففى شهر رمضان كان  نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كان فى ليلة القدر من هذا الشهر، ثم نزل بعد ذلك فى أوقات متفرقة فى فترة نزول الوحي، فالقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع فى بيت العزة فى سماء الدنيا فى رمضان
ومن أفضال شهر رمضان المبارك أن فيه  تفتح أبواب الجنان وتغلق أبوابُ النيران، وتُصفد مردة الشياطين أى كِبارها فيكونُ للمُسْلِمُ الفرصة الكبرى فى تجنب المعاصى والتقرب من الله تعالى بالعبادات والطاعات التى تقربه من الجنة وتبعده عن النار، وعن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله لعيه وسلم :» إذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» ابن ماجة، ورمضان هو شهر فرض الله صيامه وهو شهر غفران الذنوب وكسب الثواب والرضى والتقرب من الله وإجابة الدعوات لقول الله تعالى:»  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ -. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
إن شهر رمضان فرصة حقيقية لكل منا كى يعيد  إلى  نفسه الحياة الحقيقية، فيحب الحياة من خلال طاعة الله، وعلينا أن يجعل كل منا من شهر رمضان نطلاقه حقيقية فى توثيق علاقته بالله، والقرب منه، والتعود عل طاعته ومراقبته فى كل فعل وعمل وكلمة.