
حازم منير
عدوانية الغرب وحقوق العرب
المجلس الدولى لحقوق الإنسان قرر إرسال فريق دولى متخصص فى جرائم الحرب للتحقيق فى أحداث غزة؛ وهو بذلك قرر أن يبحث إذا ما كانت هناك جرائم حرب أم لا، أى أنه لم يتعجل الحكم على الأحداث كما تفعل منظمات دولية حقوقية تتمتع بتأييد المجلس الدولى ودعمه فى كتابة تقاريرها المنحازة ضد مصر بشكل خاص أو الدول العربية بشكل عام.
إلى متى سنستمر فى تحمل خطايا وأخطاء الغرب.. وإلى متى سنظل أسرى المصالح الغربية.. وإلى متى سنعيش فى مآس وأزمات وانقسامات ونعانى من جرائم ضد الإنسانية ترتكب ضدنا من جيوش احتلال أو من إرهابيين مدعومين من أجهزة مخابرات الغرب؟
أتذكر تقريرا نشرته الجارديان البريطانية قبل عام تحت عنوان «سقوط ليبيا أظهر خطأ تيريزا ماى فيما يتعلق بالإرهاب «وجاء فى التقرير أن السيدة ماى حين كانت وزيرة للداخلية فى حكومة ديفيد كاميرون لم تضع سياسات بديلة هى ورئيس الحكومة فى خطة التدخل فى ليبيا لإقصاء القذافى وهو الأمر الذى ربما يكون قد منح مساحة أكبر لعمل المتطرفين فى الأراضى الليبية ولم يكن هناك شعور بالقلق من أن سقوط ليبيا ربما يؤثر على نمو الجهادية العالمية والتهديد الإرهابى المحلى فى بريطانيا.
وكشفت الجارديان عن أنه فى يناير 2016 وفى شهادته التى أدلى بها أمام لجنة الشئون الخارجية فى مجلس اللوردات البريطانى تم توجيه السؤال إلى وزير الدفاع البريطانى عام 2011 ليام فوكس إذا كانت الحكومة قد أجرت تقييما حول أن هناك تهديدا بإمكانية وجود تطرف بين المتمردين المناهضين للقذافى.
وأجاب فوكس: «لا أتذكر قراءة أى شىء فى هذا السياق، لا أذكر قراءة أى تقارير تحدد خلفية أى نشاط متطرف لأى مجموعات متمردة فى ليبيا».
وعلقت «الجارديان» بقولها: «إنه فشل ذريع، لأنه وكما يوضح تقرير اللجنة، منذ فبراير 2011 انفصل المتمردون المتطرفون عن الميليشيات الثائرة الرئيسية، ورفضوا تلقى أوامر منها، بل وقتلوا قائدها الرئيسى. وبحلول أكتوبر من نفس العام، كان الوضع خارج نطاق السيطرة».
بهذه التوصيفات كشفت الصحيفة البريطانية الشهيرة عن تسبب الحكومة البريطانية فى تفتيت ليبيا وتقسيمها ومسئوليتها عن زرع جماعات الإرهاب فى كل أنحاء البلاد وإتاحة المجال لهم للانتشار ثم تهديد بريطانيا ذاتها بعد ذلك.
تقرير الجارديان عن أخطاء الحكومة البريطانية ومسئوليتها عن تفتيت ليبيا وتقسيمها وزرع الإرهاب فيها لا يختلف كثيرا عن فضائح حكومة كاميرون والأكاذيب التى أعلنتها لتبرير الحرب الاستعمارية العدوانية الغاشمة على العراق والتى اعتذر عنها كاميرون ولكن بعد تقسيم وتفتيت العراق وزرع الإرهابيين فيها فى كل مكان داخل الأراضى العراقية، وهى أيضا السياسة التى تكررت فى سوريا بمزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية رغم أن سوريا تفتت فعلا وتم تقسيمها على الأرض.
انجلترا وفرنسا تسببا فى تقسيم العرب باتفاق سايكس بيكو مطلع القرن الماضى، ثم بوعد بلفور للصهاينة، وفى مطلع القرن الحالى تسببت أمريكا وانجلترا فى تفتيت العراق وسوريا وليبيا واليمن وزرع أراضيها بجماعات التطرف والإرهاب لتحويل المنطقة إلى بركان مؤهل للانفجار فى أى لحظة حتى يسهل السيطرة عليه ويوفر دعم الدور الصهيونى فى المنطقة.