الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«لا تصدقوا عمرو خالد»

«لا تصدقوا عمرو خالد»






«عمرو خالد ممثل أكثر منه داعية إسلامى، بل هو مُمثل مُزيف أيضًا»، تِلك الكلمات  قالها  عنه السيناريست وحيد حامد فى مُداخلة هاتفية لأحد البرامج عام 2016، رُبما تكون هى الوصف الأدق والأصدق اليوم بعد إقحامه للدين فى إعلانات الدجاج أملاً فى حِفنة من الأموال.
لم يتغير عمرو خالد كثيرًا، 20 عامًا يلعب نفس اللعبة، العزف على وتر مشاعر الناس، يسوق لهم برفيوم أو فرخة، أو يجمع لايكات وشير على صفحته،  لو اتكشف يعتذر بعينين شبه مغمضتين، وصوت متهدج!
قبل مرور 48 ساعة على تسويقه لدواجن تنتجها شركة سعودية قائلًا : «لن ترتقى الروح إلا لما جسدك وبطنك يكونوا صح مع الدجاج بخلطة آسيا»، وبأنها تمنحك روحانيات أفضل فى صلاة التراويح والقيام، اعتذر عمرو خالد، عن ظهوره فى الإعلان قائلًا: «أنا آسف وخاننى التعبير.. واستغفر الله العظيم».
وتابع فى فيديو نشره عبر حسابه على «فيس بوك»: «فُهم من كلامى أننى استغل الدين للترويج لمنتج، وهذا خطأ غير مقبول، ولا أعطى مبررًا وأقول إن الشركة وقف خيرى وجميع أعمالها موجهة للأعمال الخيرية، ولا أقول إن كلامى تم اجتزاؤه ولكننى أتحمل الخطأ كاملًا ومسئولًا عنه».
هكذا ببساطة، أتحمل الخطأ، وآسف.
عمرو خالد حالة تختصر ما حدث فى مصر، فى العشرين سنة الأخيرة، حالة ممكن تلخيصها «باللى تكسب به، ألعب به».
لا تصدقوا عمرو خالد فهو معتاد اللعبة ويتقنها، العام الماضى، فجأة ظهرت حواراته فى الصحف والمواقع، يتنصل فيها من انتمائه لجماعة الإخوان، وفى الحوارات نفسها يعلن انتماءه للإخوان!
يقسم أنه لم يكن يومًا إخوانيًا، ثم يعود فى نفس الحوار ويقول اقتربت منهم 4 سنوات، وأنا فى الجامعة، ويبرر ذلك بما هو أسوأ قائلًا:  «الشباب كلهم وهم فى الجامعة كان لهم انتماء بشكل أو بآخر للإخوان» وفى حوارات أخرى يقول: «لا يوجد شاب متدين فى فترة الثمانينيات لم يرتبط بكل التيارات الإسلامية، وأهمها الإخوان، طبعًا تعرفت عليهم واقتربت منهم».
وعندما يسألونه، لكن انضممت لهم فى بداية وجودك فى الجامعة؟
-  يرد: وإيه المشكلة فى كده، هو مفيش حد بيغير تفكيره ولا إيه، ارتبطت بالإخوان، ثم تركتهم.
لكن فى فترة حكم الإخوان طلبت من الناس أن تعطيهم فرصة لتنفيذ أفكارهم، يرد: مصر كلها كانت بتقول نفس الكلام فى هذا الوقت.
ألم أقل لكم لا تصدقوا عمرو خالد فهو معتاد على اللعبة ويتقنها؟
حتى عند سؤاله عن دخوله  فى السياسة وتأسيس حزب سياسى، ببساطة معتاد عليها يرد: غلطت واعترف بخطأى.
أزمات متكررة لا تنتهى، أشهرها «بث مباشر على فيس بوك أثناء الحج»، تلتها اتهامات بـ «البحث عن فولورز من أجل المال» و«التمثيل أثناء الدعاء».
رد عليها قائلًا: إنها كانت حملة عشوائية، كنت أتخيل أننا فى مرحلة البناء التى نمر بها فى بلادنا سنكون نتحدث فى القضايا الكبرى، ولكن فوجئت أن هناك من يتحدثون فى «فسافس الأمور» «شوفوا بيتكلم إزاى وبيبص إزاى».
عمرو خالد الذى شغل الناس طويلًا بفسافس الأمور، لا يقبل منهم النقد، ويراها بحسب نص حديثه حملة بذيئة وفاحشة!
يتعامل عمرو خالد مع الخطاب الدينى باعتباره «سبوبة», فحتى وهو يؤدى مناسك العُمرة لم يتردد وبطريقة مؤثرة ومُبكية فى الدعاء قائلًا: «يا رب كل واحد يكتب دعوة فى كومنت على صفحتى حققها»، وفى فيديو آخر يقوم بالدُعاء للمُشتركين على صفحته بـ«فيس بوك» ومن داخل الحرم الشريف، وهو يعطى ظهره للكعبة.
لا تصدقوا عمرو خالد، فهو لا يفرق كثيرًا عن أصحاب محال عصير القصب الذين يكتبون على بابهم: «وسقاهم ربهم شرابًا طهورا» ولا يفرق عن أصحاب عربات الفول، ممن يكتبون عليها «كلوا من طيبات ما رزقناكم»