
حازم منير
عمرو خالد
لا أفهم من حملة مناضلى مواقع التواصل الاجتماعى على فيس بوك ضد عمرو خالد سوى أنها مكايدة ومواقف شخصية من الرجل الذى أخطأ لكنه لم يرتكب الخطيئة كما يحاول مهاجموه تصويره.
هنا لا أدافع عن الرجل الذى سيطر على الرأى العام فى مرحلة مهمة من تاريخ مصر ساهم بها فى انتشار وتمدد تيارات التطرف الإسلامى المسمى بالإخوان، ولعب دورا بارزا فى استقطاب عقول الشباب من الذكور والإناث وتأهيلهم لقبول أفكار رجعية تمررها تلك الجماعات فى فكر ووجدان الناس فأضر بالمجتمع ضررا بالغا مازلنا نعانى آثاره حتى الآن.
الحقيقة أن ما ارتكبه عمروخالد بمشاركته فى إعلان تجارى هو جزء من حالة فى المجتمع جعلت من الفلوس جوهر حياة الناس فألقت برموز ونجوم فى هاوية الثراء تحت أى مبرر.
اللافت على شاشات التلفاز هو ذلك الانتشار المذهل لنجوم الفن والرياضة على اللوحات الإعلانية وقبولهم لأدوار هى فى حقيقتها تقلل من قيمتهم الفنية ودورهم فى نشر الوعى والفكر فى المجتمع كما كان الحال فى حقب وعهود سابقة.
جملة دقيقة من الأغنية فى إعلان يقول فنانون لرياضيين «لوكنتم حتمثلوا إحنا حنلعب كورة» ورغم طرافة الجملة لكنها ذات مغزى ودلالة على واحدة من المظاهر السائدة أنك تستطيع أن تفعل كل شىء وأى شىء من أجل جمع الفلوس.
لو نتذكر جميعا تلك التبريرات التى ساقها البعض لمطالبة اللاعب عبدالله السعيد بمبلغ 40 مليون جنيه باعتبار ذلك حقه كرياضى محترف يبيع قوة عمله، وهو التفسير الذى تسبب فى مشكلات عديدة للأندية فى تعاملاته مع لاعبيها بعد ذلك وهكذا غابت القواعد المنظمة للعلاقات وحلت بديلا عنها الفلوس.
لذلك لم أندهش من اشتراك عمروخالد فى إعلان، فلا يوجد إعلان على شاشات الفضائيات يخلومن فنانة أو فنان ولا من لاعبى المنتخب والأندية وكأنهم هجروا مهنتهم الأصلية وتفرغوا للإعلانات.
فى الماضى القريب ومع نموصناعة الإعلان كان رواد السينما والدراما يكتشفون الفنانين الجدد من الإعلانات ويتحولون بعدها إلى نجوم مجتمع، أما الآن فإننا بدأنا نكتشف مواهب خاصة فى الفنانين من مشاركتهم فى الإعلانات.
لم تعد تستطيع الآن التفرقة بين موديل الإعلان وبين نجم أونجمة كنا نتذكرهم بالزهوفى عمل فنى راق أودراما متميزة تركت آثارها على المجتمع وثقافته، والآن نتحدث عنهم باعتبارهم نماذج إعلانية تبذل كل مجهود لترويج سلعة ما.
بالقطع لا أقصد أى إساءة لمهنة «موديلز» الإعلانات فهى مهنة لها سماتها وصفاتها التى لا تتوافر فى كل الناس إنما فى بعضهم وتحتاج إلى مهارات، لكنها بالقطع لا ترقى لمهنة التمثيل والإبداع الفنى وتنوير المجتمع.
الفنان صاحب دور أساسى فى تنوير المجتمع ونشر الإيجابية بين ربوعه، وهونموذج للناس يغرس فى وجدانهم مشاعر وثقافات راقية وإحساس إنسانى تجاه الآخر، وهى كلها بالتأكيد صفات أرقى بكثير من العمل فى الإعلانات.
أن تنشر الفكر والثقافة والوعى فى عقول الناس ووجدانهم شىء وأن تعمل على تسويق وترويج سلعة تجارية بالقطع شىء آخر.. من يريد محاسبة عمروخالد فعليه أن يحاسب الجميع .