
صبحي مجاهد
رمضان فرصة
لا يختلف اثنان على أن رمضان شهر له طبيعة خاصة لدى المسلمين فى العالم أجمع إلا انه سيظل فى مصر له طبيعة خاصة حيث تتزايد صور التكافل الاجتماعى التى توارثها المصريون جيلاً بعد جيل، وسيظل فعل الخير هو السمة السائدة فى شهر رمضان الكريم فى مصر.
ولكن مع تغير العديد من الظروف والأحوال المادية أصبح البعض يتكاسل عن فعل الخير فى رمضان ويرى ان الإنفاق فى الخير أصبح مكلفاً للغاية، والناظر لتلك الرؤية يجد أن الحوال المادية ليست هى السبب وحدها فى تراجع البعض عن فعل الخير فى شهر الصوم، ودليل ذلك أن المصريين فى الستينيات رغم الظروف الصعبة التى كانوا يمرون بها حيث الحروب والنكسة إلا ان افعال الخير لم تنقطع بل كان الكل يساهم بقدر ما يستطيع.
لابد ان يعرف الجميع أن رمضان فرصة حقيقية فالخير فيه مضاعف وأنه من الممكن فى ظل الظروف الحالية والتى يرى البعض أنها عائق لفعل الخير، ان تكون هناك اعمال خير جماعية، بحيث يتجمع كل خمسة او عشرة لعمل احد افعال الخير المشتركة والتى اصبح من الصعب ان يؤديها الفرد بنفسه، فتصبح لدينا أعمال كثيرة فى الخير.
إن شهر رمضان يعد فرصة كبيرة لتحقيق التكامل المجتمعى، فهو شهر الرحمة، وشهر البر، وشهر الجود، وشهر الكرم، وفى فعل الخير تمثل برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان أجود الناس فى شهر رمضان، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة فى رمضان).
إن رمضان شهر كريم يزداد فيه كرم الله على عباده وينظر إلى عباده الذين يسارعون فى فعل الخير، وبقدر كرمهم لغيرهم بقدر ما كان الجزاء عظيم من رب كريم.
وأمر آخر فى فعل الخير وهو فعل الخير مع النفس، وقد يتعحب البعض من هذا التعبير، ولكن هناك فعل الإنسان الخير مع نفسه فى هذا الشهر المبارك وهو فعل الطاعات كالعبادة التى تزيد العبد من القرب إلى الله، وعلى رأسها القيام بين يدى الله وكثرة السجود له، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) وقد كان قيام الليل دأب النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قالت عائشة : رضى الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً.