السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إعلانات الزكاة

إعلانات الزكاة






الغاية لا تبرر الوسيلة، وإذا كانت الغاية شريفة ومشروعة فلا بد أن تكون الوسيلة كذلك شريفة ومشروعة، والفقير عندما يأخذ إنما يأخذ حقه الطبيعى سواء من جانب الدولة أم من جانب أهل الفضل الذين منَّ الله عليهم بواسع فضله، ويؤدون حق الله تعالى فيه، ولا منة لأحد على فقير، إنما الفضل والمنة لمن وهب لنا العطاء، فقال سبحانه : “يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  ” (الحجرات : 17)، ويقول سبحانه : “وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِى آَتَاكُمْ”، ويقول سبحانه : ” وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ” (الحديد : 7)، فالمال مال الله، والعطاء إنما هو من فضل الله، والشكر قرين دوام النعمة وزيادتها، وكفران النعم إيذان بزوالها، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ” (إبراهيم : 7)، ويقول سبحانه : ” مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (البقرة : 262)، ويقول سبحانه : ” وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” (البقرة : 272)، ويقول سبحانه : “هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ” (محمد : 38)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ أَقْوَامٍ نِعَمًا يُقِرُّهَا عِنْدَهُمْ مَا كَانُوا فِى حَوَائِجِ النَّاسِ ، مَا لَمْ يَمَلُّوهُمْ فَإِذَا مَلَّوُهُمْ نَقَلَهَا مِنْ عِنْدَهِمْ إِلَى غَيْرِهِمْ”
ومن ثمة فإننا لسنا فى حاجة أبدًا إلى المتاجرة بمشاعر وأحاسيس الفقراء والمحتاجين، ولا بالمبالغة فى عرض بعض مشكلاتنا المجتمعية، مما قد يسيء لصورتنا الإنسانية والحضارية والاقتصادية فى الداخل والخارج، بقصد أو بلا قصد، وكما قال الشاعر :
فإنْ كنْتَ لا تدرِى فتلكَ مُصيبـةٌ
 وإنْ كنتَ تَدْرِى فالمصيبةُ أعْظَمُ
 ففعل الخير لا يحتاج سوى تحريك ما كمن فى نفوس أهل الخير، والتذكير بالواجب الدينى والوطنى والإنسانى دون إسفاف فى عرض المشكلات أو الابتذال فى عرض حاجات أصحاب الحاجات التى من حقها أن تقضى، ومن واجبنا أن نقضيها دون أى امتهان لكرامة الإنسان بغض النظر عن ضعفه ومسكنته ومدى حاجته ، لأن الإنسان لا يخلو من أن يكون معطيًا أو آخذًا، فمن جعله الله معطيًا فليوف حق الله تعالى عليه، لأن الله (عز وجل) قادر على تبديل الأحوال، فغنى اليوم قد يكون فقير الغد، وفقير اليوم قد يكون غنى الغد، “وتلك الأيام نداولها بين الناس”، ويقول الحق سبحانه : “وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” (النساء : 9)، بل وليفعلوا فعلا رشيدا .